تركيا وأمريكا ونظرية قلب الأرض بقلم / شريف عبد العزيز
4 مشترك
Hamza_artist :: ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤{ ♥ المنتديات التعليمية ♥ }¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛ :: منتدى العلوم السياسية والعلاقات الدولية
صفحة 1 من اصل 1
تركيا وأمريكا ونظرية قلب الأرض بقلم / شريف عبد العزيز
مفكرة الإسلام: [ لا يعود للأمريكيين أن
يقرروا من يدخل أوروبا أم لا ، نحن أسياد في دارنا ]
بهذه العبارة القوية الحاسمة والغاضبة أيضاً ، ترجم وزير
الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ، حالة الغضب الأوروبية تجاه التحركات الأمريكية
المتصاعدة نحو ضم تركيا للاتحاد الأوروبي ، والضغوط الأمريكية المتنامية منذ أن
تولى باراك أوباما ، على قادة الاتحاد الأوروبي ، من أجل تحقيق هذا الهدف ، وقد لاحظ المراقبون لاجتماعات حلف شمال الأطلنطي [ الناتو]
الأخيرة أن الرئيس الأمريكي يمارس ضغوطاً جادة وحثيثة ومتكررة بشأن الملف التركي
الذي يروح بين أقدامه منذ سنة 2005ميلادية ، وهي السنة التي بدأت فيها المفاوضات
التركية الأوروبية من أجل الانضمام للاتحاد الأوروبي ، والتي ظلت تتقدم ببطء، بسبب
التعنت الأوروبي ، خصوصاً من جانب فرنسا وألمانيا .
فما السر وراء الدعم الأمريكي القوي والمتصاعد لتركيا من أجل
الانضمام للاتحاد الأوروبي ؟ ولماذا يتجاهل الأمريكان اعتراضات القادة الأوروبيين
ويواصلوا ضغوطهم في هذا المضمار؟
في سنة 1947 كتب جورج كينان رئيس قسم تخطيط السياسات في وزارة
الخارجية الأمريكية مقالاً عن تصوراته الخاصة بسياسة الحرب الباردة لأمريكا ضد
الاتحاد السوفيتي الذي كان يشهد وقتها نمواً مطرداً ، وتوسعاً فكرياً واستراتيجياً
في العالم ، خاصة في القارة الأوروبية ، هذا المقال قدر له أن يكون الأكثر تأثيراً
في السياسة الأمريكية الخارجية حتى وقتنا الحالي ، وكان لب سياسة الحرب الباردة من
وجه نظر كينان هو احتواء الخصم بالأساليب السياسية ، وتنمية الموارد ، والمساعدات
المتدفقة ، وتقوية القوي السياسية الداخلية الموالية لأمريكا ، وغير ذلك من أدوات
السيطرة والاحتواء ، ولكن الرئيس الأمريكي وقتها ترومان المعروف بعقيدته الدموية
وعقليته العسكرية قرر أن يكون الاحتواء عبر الأساليب العسكرية ، وتم إنشاء حلف
شمال الأطلنطي المعروف اختصاراً بالناتو ، وانخرطت أمريكا في سباق عسكري محموم مع
السوفيت ، وكاد أن يحدث الصدام العالمي عدة مرات بسبب هذا السباق ، وحبس العالم
أنفاسه سنة1961 بسبب أزمة الصواريخ الكوبية ، وباسم الاحتواء دعمت أمريكا الحرب
الكورية ، وأنفقت عليها المليارات ، ثم دفعت بجيوشها إلي فيتنام ، لعشر سنوات كاملة
، فقدت خلالها ستين ألف جندي ، ومئات المليارات ، من أجل احتواء العدو الروسي ،
وظلت أمريكا علي طريق الاحتواء العسكري لأعدائها حتى حرب العراق الأخيرة .
وعلي طريق الاحتواء الأمريكي للعدو الروسي أقام الأمريكان
علاقات متينة و متميزة مع عدة أطراف بعينها داخل القارة الأوروبية والأسيوية ،
وكان الخيار الاستراتيجي الأمريكي منصباً علي إيران وتركيا ، وانطلقت أمريكا في
علاقاتها مع تركيا من تصور استراتيجي قائم علي نظرية قلب الأرض القديمة ،
والاستفادة من الدور الجيوستراتيجي لتركيا ، التي كانت تمثل نقطة إلتقاء القارتين
الأسيوية والأوروبية ، والحضارتين الإسلامية والغربية ، وتقع في قبالة الاتحاد
السوفيتي ، الخصم الرئيسي لأمريكا ، ومن أجل ذلك راحت أمريكا تثبت من وضعها داخل
تركيا ببناء القواعد العسكرية و الاستخباراتية ، وتدفقت المساعدات الاقتصادية
والعسكرية الضخمة على تركيا ، وأخذت تركيا وضع الدولة الأولي بالرعاية وهي
المكانة التي لا تحظي بها في ذلك الوقت سوي إسرائيل ، وهذا لا ينفي مرور العلاقات
التركية الأمريكية بفتور خلال بعض الفترات ، مثلما حدث أيام مشكلة قبرص سنة
1974ميلادية ، لكن سرعان ما كانت العلاقات المتينة تعود لسالف عهدها ، وبلغ
التعاون الأمريكي التركي أوجه سنة 1980 ميلادية عندما وقعت أمريكا مع تركيا
اتفاقية التعاون الدفاعي الاقتصادي المشترك ، والتي أعطت تركيا وضعاً اقتصادياً
وعسكرياً شديد التميز في المنطقة ، وذلك في أعقاب الاجتياح الروسي لأفغانستان ،
وسقوط حكم الشاه في إيران علي يد الثورة الخومينية ، وبهذه الاتفاقية حصلت تركيا
علي مساعدات عسكرية ضخمة أهلتها للعب دور هام ومحوري في المنطقة إذ غدت حائط السد
المتقدم أمام الطموحات السوفيتية التقليدية ، والإيرانية الحديثة ، وأصبحت تركيا
أحد اللاعبين الأساسيين في منطقة آسيا الوسطي والقوقاز والبلقان ، في مواجهة خصوم
أمريكا .
وظلت العلاقات الأمريكية التركية على أفضل ما يكون حتى جاء عهد
بوش الصغير الذي استطاع بحماقاته المتتالية أن يوسع قاعدة الأعداء والمعارضين
لسياساته وحروبه الاستباقية ، وفي نفس الوقت توترت علاقات أمريكا مع العديد من
حلفائها التقليديين ، ومنهم تركيا التي لم يبال بوش وبطانته بالإصغاء لنصائحه
المتكررة واعتراضاتهم العلانية لأسلوب بوش في إدارة الأزمات الدولية ، بل راح
المسئولون الأمريكان في إدارة بوش يعبثون في ملفات تثير حافظة الأتراك ، ولم يجسر
أحد من زعماء أمريكا منذ عهد ترومان إلي بوش الصغير علي إثارتها ، منها القضية
الكردية ، ومذابح الأرمن ، وملف الحريات الدينية ، مما جعل العلاقات التركية
الأمريكية تدخل طور الفتور المتبادل ، تمثل في أجلي صوره برفض تركيا السماح
للطائرات الأمريكية بالهجوم علي العراق انطلاقاً من أراضيها ، بسبب معارضة تركيا
للحرب علي العراق .
ومع تعال أصوات المحللين والمراقبين داخل أمريكا بضرورة التركيز
علي الدور التركي لإحياء نظرية قلب الأرض القديمة ، ومفاداها أن من يحكم قبضته علي
هذه المنطقة قد أحكم قبضته علي العالم بأسره ، ووضع روسيا في خانة المدافع القانع
من أعدائه بالسلامة ، ومع فقدان الدول العربية وخاصة مصر للقدرة على لعب دور فعال
و مؤثر في مواجهة الأخطار المتزايدة التي تهدد أمن أمريكا ، على الرغم من الدور المشكور الذي تلعبه دول محور الاعتدال في مواجهة دول
محور الممانعة ،
ولذلك كان علي أمريكا أن تتحرك سريعا لإصلاح ما أفسدته أيام
وليالي بوش السوداء ، وإعادة الدفء والحميمة للدولة الأهم بالنسبة للسياسة
الخارجية لأمريكا في هذه المرحلة .
ولكن يبقي السؤال ما سر الضغوط الأمريكية الكبيرة واللحوحة من
أجل ضم تركيا للاتحاد الأوروبي ؟ في هذه الفترة تحديداً ؟ وما سر الاسترضاء
الأمريكي العجيب للجانب التركي ؟ وهو الأمر الذي دفع كوشنير وغيره من زعماء أوروبا
للضجر من الضغوط الأمريكية والتبرم منها علانية ؟
أوباما يرغب فعلاً في ترسيخ تركيا في أوروبا لكي لا تتجه شرقاً ، فتركيا خلال الفترة الأخيرة ، ومنذ حرب غزة ، وهي تتبني استراتيجية تقارب حثيثة نحو العالم الإسلامي ، بمواقف رئيس وزرائها أردوجان التي كانت قوية ومؤثرة ومشرفة أيضا علي الصعيدين الرسمي والشعبي |
هذا السؤال أجاب عليه بكلمات وجيزة المحلل سادات لاتشينر من
معهد أوساك للدراسات الاستراتيجية بأنقرة بقوله : أن أوباما يرغب فعلاً في ترسيخ
تركيا في أوروبا لكي لا تتجه شرقاً ، فتركيا خلال الفترة الأخيرة ، ومنذ حرب غزة ،
وهي تتبني استراتيجية تقارب حثيثة نحو العالم الإسلامي ، بمواقف رئيس وزرائها
أردوجان التي كانت قوية ومؤثرة ومشرفة أيضا علي الصعيدين الرسمي والشعبي ، وأعطت
زخماً كبيراً ، وشعبية جارفة للدولة التركية ، بحيث عاد الحديث عن ترتيب الدول
الإسلامية العظمي ، وقيادة العالم الإسلامي ، وخرج حديث الشارع والإعلام العربي
والإسلامي عن أمجاد الخلافة العثمانية وتاريخها ومواقفها العريقة ، بحيث أصبح
الأمر هاجساً عند الغرب عموماً وعند أمريكا خصوصاً ، مما استدعي سرعة التدخل
الأمريكي لاحتواء الموقف التركي المتوجه شرقاً بقوة ، ومن أجل ذلك صعدت أمريكا من
ضغوطها علي الاتحاد الأوروبي ، وتبنت وجهة النظر التركية المعارضة لتعيين راسموسن
الدانماركي علي رأس الناتو ، وأعطتها الضمانات الكافية من أجل
استرضائها بهذا الشأن .
ومهما يكن من الفعل الأمريكي
، ورد الفعل الأوروبي ، فإن الجانب التركي هو الرابح الأكبر في هذه الاستراتيجيات
الأمريكية المتغيرة .
amel- المدير العام
- عدد مشآرڪآتي: : 97
عًٍـمـًرٌٍيَے• : 37
جْــنــسِےْ• :
بَــــلـــَـدِے• : tlemcen
نْـقٌٍـآطُْـيَـے• : 196
تاريخ التسجيل : 23/12/2009
amel- المدير العام
- عدد مشآرڪآتي: : 97
عًٍـمـًرٌٍيَے• : 37
جْــنــسِےْ• :
بَــــلـــَـدِے• : tlemcen
نْـقٌٍـآطُْـيَـے• : 196
تاريخ التسجيل : 23/12/2009
chouaibdraoui- المدير العام
- عدد مشآرڪآتي: : 49
عًٍـمـًرٌٍيَے• : 34
جْــنــسِےْ• :
بَــــلـــَـدِے• : algéria
نْـقٌٍـآطُْـيَـے• : 63
تاريخ التسجيل : 25/01/2011
رد: تركيا وأمريكا ونظرية قلب الأرض بقلم / شريف عبد العزيز
b1 merci rabi m3akoum
chouaibdraoui- المدير العام
- عدد مشآرڪآتي: : 49
عًٍـمـًرٌٍيَے• : 34
جْــنــسِےْ• :
بَــــلـــَـدِے• : algéria
نْـقٌٍـآطُْـيَـے• : 63
تاريخ التسجيل : 25/01/2011
رد: تركيا وأمريكا ونظرية قلب الأرض بقلم / شريف عبد العزيز
جزاكم الله خيرا
http://virtuelcampus.univ-msila.dz/inst-gtu/
http://virtuelcampus.univ-msila.dz/inst-gtu/?cat=8
http://virtuelcampus.univ-msila.dz/inst-...ge_id=4408
http://virtuelcampus.univ-msila.dz/inst-...ge_id=4399
http://virtuelcampus.univ-msila.dz/inst-gtu/?page_id=27
http://virtuelcampus.univ-msila.dz/inst-gtu/?page_id=25
http://virtuelcampus.univ-msila.dz/inst-gtu/?cat=18
http://virtuelcampus.univ-msila.dz/inst-gtu/?cat=17
http://virtuelcampus.univ-msila.dz/inst-gtu/
http://virtuelcampus.univ-msila.dz/inst-gtu/?cat=8
http://virtuelcampus.univ-msila.dz/inst-...ge_id=4408
http://virtuelcampus.univ-msila.dz/inst-...ge_id=4399
http://virtuelcampus.univ-msila.dz/inst-gtu/?page_id=27
http://virtuelcampus.univ-msila.dz/inst-gtu/?page_id=25
http://virtuelcampus.univ-msila.dz/inst-gtu/?cat=18
http://virtuelcampus.univ-msila.dz/inst-gtu/?cat=17
مواضيع مماثلة
» التنافس الأمريكـي الفرنسي على ثروات تشاد ! بقلم محمد البشير موسى
» أين نحن ...... بقلم مصدوم
» قصر ماردان في تركيا - صور خلابه
» مناظر خلابة من تركيا ..
» *:: حديث شريف عن يوم الجمعة ::*
» أين نحن ...... بقلم مصدوم
» قصر ماردان في تركيا - صور خلابه
» مناظر خلابة من تركيا ..
» *:: حديث شريف عن يوم الجمعة ::*
Hamza_artist :: ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤{ ♥ المنتديات التعليمية ♥ }¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛ :: منتدى العلوم السياسية والعلاقات الدولية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى