الرجل الجزائري والحب
صفحة 1 من اصل 1
الرجل الجزائري والحب
الرجل الجزائري والحب
الرجل الجزائري و طريقته في التعبير عن الحب...
هي مقالة أعجبتني كثيرا كثيرا كونها تترجم بعض الواقع.....
أترككم معها....لكن ما أريده هو أراؤكم...لا يجب أن تكون في هذا الموضوع بالذات لكن عن طريقة التعبير الجزائرية بصفة عامة....
الجزائري و الحب
أعترف أن الرجل الجزائري بخيل في التعبير عن مشاعره للمرأة،وهذا البخل غير مقصود هو لايدري بوجود هذه الصفة لديه، والمرأة بطبيعتها تعبيرية تحب سماع الكلام الرومنسي الجميل لكنها اعتادت صمته وأخمدت احتياجها لكلمات الحب في بهو اليأس ، و اذا حدث منه ضجيج جميل قد تندهش ولا تصدق بل وتشعر بارتياب ازاء اعترافاته.
هذه تركيبة الرجل الجزائري في مجتمع أهمل أو تجاهل أهمية التعبير عن الأحاسيس الجميلة للمرأة و مكانة التواصل والبوح الذي يفتح فضاءا أنيقا من الارتياح النفسي.
أوربما لأن المجتمع الجزائري على مر الزمن لم يكن لديه الوقت لترصيف الكلمات وخلق قاموس مفردات رومنسية تليق بالمرأة الجزائرية يهديه لها عندما يكون في حالة اعجاب أوحب وذلك لأنه أمضى وقته في الدفاع عن الوطن من كل أنواع الغزوات التي تصب في جغرافيته.
وهنا أتذكر مقالا لكاتبة جزائرية اذ قالت على سبيل النكتة أن الرجل الجزائري مكث ابان الثورة الجزائرية مدافعا عن وطنه ضد الاستعمار الفرنسي وساندته في ذلك المناضلة الجزائرية ولتعتيم حالة الانجذاب الطبيعي كانت لغة الحواربينهما تبدأ بأخي وأختي فأصبح المجتمع الجزائري بعد الاستقلال يتكون من اخوة وأخوات فهذا هو القاموس الذي خلفه الاستعمار .
ان تعبير الرجل للمرأة عن المشاعر ومهما كانت صغيرة مفعولها بمثابة "الجداول التي تصنع الأنهر العظيمة "،ولا ألوم هذا الجزائري الذي يعاني الخيبة التعبيرية ،فهو لم يرث من أجداده سوى لغة النضال والدفاع عن أرضه ،وكيف يتمرد على المتحكم به مهملا لغة التخاطب عن الحب بين الرجل والمرأة ولم يفكر في تطويرها ،على عكس الرجل المشرقي الذي لم يرث كفاحا تاريخيا جيدا فحسب بل ورث أيضا قاموسا عشقيا في فن مغازلة المحبوبة والزوجة اذا أحبها أو لم يحبها.
واذا أراد الجزائري أن يشاكس عن حب أويعاقب زوجته أو أخته أو كل أنثى تدور في فلكه ، يكفيه أن يغلق جهاز التلفزيون على أحد المسلسلات المصرية أو التركية المدبلجة بلهجة شامية مغرية لتحدث الكارثة في بيته ، لأن المرأة الجزائرية تتعطش لسماع كلمات رومنسية فتظل تبحث وتقلب عنها في القنوات المليئة بهذه المسلسلات التي قد تروي ظمأها.
واذا أراد الجزائري أن يغازل حبيبته تجده يطلب اللجوء الى لغة أخرى ولتكن الفرنسية باعتبارها غنيمة حرب وما تحويه من مفردات أنيقة ،وكم هو رائع هذا الجزائري في حبه بلغة "فولتير" ،وكم هو مبدع في اقتناء أرق الكلمات وأعذبها مذاقا الى قلب المرأة بعدما عجزت اللهجة الجزائرية عن مواكبة تطور مفردات العشق وفي التعبير عن الحب ،أما اذا لم يجد الجزائري غير لهجته للتحدث عن مشاعره ،فلا تفوتي أيتها الجزائرية فرصة التأمل الى وجهه انها مناسبتك للنيل من عينيه التي أرهقتك ارهاقا جميلا فالحب يستحق العناء ستجدين وجهه يتصبب عرقا وهذا ليس خجلا ولكن بسبب الكبرياء فالاعتراف بالحب عند الجزائري مسألة كرامة انها لحظة انعدام توازنه أمام اعلانه عن حبك والفاصلة بين البوح والشعور بخلل في رجولته كأنه فقد شيئا منها لأنه أظهر ضعفه،وربما لو خيروه بين الإعتراف بالحب والحرب لأختار جبهة الحرب.
نعم سيفضل مقاومة الاحتلال على الاعتراف باحتلالك لقلبه ورغم ذلك فالجزائري كائن عاطفي جدا وحينما يكون في حالة حب فهو عملي يقدم الفعل قبل القول ليبرهن عن حبه فانتظري أيتها الجزائرية .
تمنيت بعد هذا التلاحم الكوني وعصر الفضائيات وتعدد اللهجات ان ينتبه الجزائري ويتعلم و يملىء قاموسه بمفردات الحب ،وفي كل مرة أزور الجزائر اجد قائمة من مصطلحات جديدة في اللهجة الجزائرية أحرص على تدوينها وفهمها و حفظها ثم أصعق لما أكتشف معانيها ، فمفردات الحب لم تتطور كثيرا وحتى البدائل عبارة عن شفرات سرية لا يفهمها الا الجيل الجديد ، وهكذا تظل لهجتنا تعاني افلاسا عاطفيا ولغزا محيرا حتى اذا أحدث صوتا وأناب عن الصمت المعهود فيصعب حله.
عندما نزلت لفترة في وطن عربي شقيق أنا المقبلة من مدن الصمت المطبق اندهشت من كمية المفردات المليئة بالمعاني العاطفية الجميلة ،فبمجرد أن نزلت المطار وجدت الكثير من البوح في استقبالي ، فعندنا كلمة "حبيبتي" تقال بعد مجزرة نفسية رهيبة من الانتظار والقلق والترقب ، لدرجة أنني لم أفرق بين الكلام الذي يقصد منه الغزل والذي يقصد به التعامل بذوق كنت أرد ببعض الخجل على هذه المجاملات اللطيفة الي ظلت تطاردني في كل مكان فاعلنت الحرب عليها حتى أفرق بين الجد والمجاملة والهزل ولكنني شعرت بسعادة داخلية أمام كل هذا الاحتفاء وهذا الكلام الجميل.
ومن جهة أخرى أدركت الصورة التي يحملها بعض رجال المشرق العربي الى نساء المغرب العربي لاعتقادهم الخاطىء أن منهجها مثل نهج المرأة الأوروبية وحتى نظرتهم للمرأة الأوربية خاطئة أيضا فالتحرر لايعني بالضرورة انحلال والانفتاح لا يعني مجون ولكل قاعدة استثناء فإذا حدثت مواقف معينة وهذه أمور واردة لا يحق التعميم لأنها تحدث في كل مكان ولا تتعلق بمنطقة معينة ، فتراهم يتسارعون الى ايجاد قنوات للتواصل ومحاولة اقامة علاقة تتحرك في اتجاه واحد الا هو اتجاه ثقافة الفرصة،فكيف تبرمج هؤلاء الرجال على هذه الفكرة وكيف تبرمج الرجل العربي على الكثير من الأفكار الأخرى حول النساء؟
لماذا لايكون الحب عندنا جدولا من الحوار الصادق الصافي و باقة لطيفة من "النوايا البيضاء" لماذا الحب لدى بعضنا عملية هدم وحرب واقتحام، وتملك وثرثرة ، لماذا لا يكون حالة اجتماعية جميلة ناضجة يسودها الاحترام للمساحات الخاصة وللأفكار وللرؤى .
الرجل الجزائري و طريقته في التعبير عن الحب...
هي مقالة أعجبتني كثيرا كثيرا كونها تترجم بعض الواقع.....
أترككم معها....لكن ما أريده هو أراؤكم...لا يجب أن تكون في هذا الموضوع بالذات لكن عن طريقة التعبير الجزائرية بصفة عامة....
الجزائري و الحب
أعترف أن الرجل الجزائري بخيل في التعبير عن مشاعره للمرأة،وهذا البخل غير مقصود هو لايدري بوجود هذه الصفة لديه، والمرأة بطبيعتها تعبيرية تحب سماع الكلام الرومنسي الجميل لكنها اعتادت صمته وأخمدت احتياجها لكلمات الحب في بهو اليأس ، و اذا حدث منه ضجيج جميل قد تندهش ولا تصدق بل وتشعر بارتياب ازاء اعترافاته.
هذه تركيبة الرجل الجزائري في مجتمع أهمل أو تجاهل أهمية التعبير عن الأحاسيس الجميلة للمرأة و مكانة التواصل والبوح الذي يفتح فضاءا أنيقا من الارتياح النفسي.
أوربما لأن المجتمع الجزائري على مر الزمن لم يكن لديه الوقت لترصيف الكلمات وخلق قاموس مفردات رومنسية تليق بالمرأة الجزائرية يهديه لها عندما يكون في حالة اعجاب أوحب وذلك لأنه أمضى وقته في الدفاع عن الوطن من كل أنواع الغزوات التي تصب في جغرافيته.
وهنا أتذكر مقالا لكاتبة جزائرية اذ قالت على سبيل النكتة أن الرجل الجزائري مكث ابان الثورة الجزائرية مدافعا عن وطنه ضد الاستعمار الفرنسي وساندته في ذلك المناضلة الجزائرية ولتعتيم حالة الانجذاب الطبيعي كانت لغة الحواربينهما تبدأ بأخي وأختي فأصبح المجتمع الجزائري بعد الاستقلال يتكون من اخوة وأخوات فهذا هو القاموس الذي خلفه الاستعمار .
ان تعبير الرجل للمرأة عن المشاعر ومهما كانت صغيرة مفعولها بمثابة "الجداول التي تصنع الأنهر العظيمة "،ولا ألوم هذا الجزائري الذي يعاني الخيبة التعبيرية ،فهو لم يرث من أجداده سوى لغة النضال والدفاع عن أرضه ،وكيف يتمرد على المتحكم به مهملا لغة التخاطب عن الحب بين الرجل والمرأة ولم يفكر في تطويرها ،على عكس الرجل المشرقي الذي لم يرث كفاحا تاريخيا جيدا فحسب بل ورث أيضا قاموسا عشقيا في فن مغازلة المحبوبة والزوجة اذا أحبها أو لم يحبها.
واذا أراد الجزائري أن يشاكس عن حب أويعاقب زوجته أو أخته أو كل أنثى تدور في فلكه ، يكفيه أن يغلق جهاز التلفزيون على أحد المسلسلات المصرية أو التركية المدبلجة بلهجة شامية مغرية لتحدث الكارثة في بيته ، لأن المرأة الجزائرية تتعطش لسماع كلمات رومنسية فتظل تبحث وتقلب عنها في القنوات المليئة بهذه المسلسلات التي قد تروي ظمأها.
واذا أراد الجزائري أن يغازل حبيبته تجده يطلب اللجوء الى لغة أخرى ولتكن الفرنسية باعتبارها غنيمة حرب وما تحويه من مفردات أنيقة ،وكم هو رائع هذا الجزائري في حبه بلغة "فولتير" ،وكم هو مبدع في اقتناء أرق الكلمات وأعذبها مذاقا الى قلب المرأة بعدما عجزت اللهجة الجزائرية عن مواكبة تطور مفردات العشق وفي التعبير عن الحب ،أما اذا لم يجد الجزائري غير لهجته للتحدث عن مشاعره ،فلا تفوتي أيتها الجزائرية فرصة التأمل الى وجهه انها مناسبتك للنيل من عينيه التي أرهقتك ارهاقا جميلا فالحب يستحق العناء ستجدين وجهه يتصبب عرقا وهذا ليس خجلا ولكن بسبب الكبرياء فالاعتراف بالحب عند الجزائري مسألة كرامة انها لحظة انعدام توازنه أمام اعلانه عن حبك والفاصلة بين البوح والشعور بخلل في رجولته كأنه فقد شيئا منها لأنه أظهر ضعفه،وربما لو خيروه بين الإعتراف بالحب والحرب لأختار جبهة الحرب.
نعم سيفضل مقاومة الاحتلال على الاعتراف باحتلالك لقلبه ورغم ذلك فالجزائري كائن عاطفي جدا وحينما يكون في حالة حب فهو عملي يقدم الفعل قبل القول ليبرهن عن حبه فانتظري أيتها الجزائرية .
تمنيت بعد هذا التلاحم الكوني وعصر الفضائيات وتعدد اللهجات ان ينتبه الجزائري ويتعلم و يملىء قاموسه بمفردات الحب ،وفي كل مرة أزور الجزائر اجد قائمة من مصطلحات جديدة في اللهجة الجزائرية أحرص على تدوينها وفهمها و حفظها ثم أصعق لما أكتشف معانيها ، فمفردات الحب لم تتطور كثيرا وحتى البدائل عبارة عن شفرات سرية لا يفهمها الا الجيل الجديد ، وهكذا تظل لهجتنا تعاني افلاسا عاطفيا ولغزا محيرا حتى اذا أحدث صوتا وأناب عن الصمت المعهود فيصعب حله.
عندما نزلت لفترة في وطن عربي شقيق أنا المقبلة من مدن الصمت المطبق اندهشت من كمية المفردات المليئة بالمعاني العاطفية الجميلة ،فبمجرد أن نزلت المطار وجدت الكثير من البوح في استقبالي ، فعندنا كلمة "حبيبتي" تقال بعد مجزرة نفسية رهيبة من الانتظار والقلق والترقب ، لدرجة أنني لم أفرق بين الكلام الذي يقصد منه الغزل والذي يقصد به التعامل بذوق كنت أرد ببعض الخجل على هذه المجاملات اللطيفة الي ظلت تطاردني في كل مكان فاعلنت الحرب عليها حتى أفرق بين الجد والمجاملة والهزل ولكنني شعرت بسعادة داخلية أمام كل هذا الاحتفاء وهذا الكلام الجميل.
ومن جهة أخرى أدركت الصورة التي يحملها بعض رجال المشرق العربي الى نساء المغرب العربي لاعتقادهم الخاطىء أن منهجها مثل نهج المرأة الأوروبية وحتى نظرتهم للمرأة الأوربية خاطئة أيضا فالتحرر لايعني بالضرورة انحلال والانفتاح لا يعني مجون ولكل قاعدة استثناء فإذا حدثت مواقف معينة وهذه أمور واردة لا يحق التعميم لأنها تحدث في كل مكان ولا تتعلق بمنطقة معينة ، فتراهم يتسارعون الى ايجاد قنوات للتواصل ومحاولة اقامة علاقة تتحرك في اتجاه واحد الا هو اتجاه ثقافة الفرصة،فكيف تبرمج هؤلاء الرجال على هذه الفكرة وكيف تبرمج الرجل العربي على الكثير من الأفكار الأخرى حول النساء؟
لماذا لايكون الحب عندنا جدولا من الحوار الصادق الصافي و باقة لطيفة من "النوايا البيضاء" لماذا الحب لدى بعضنا عملية هدم وحرب واقتحام، وتملك وثرثرة ، لماذا لا يكون حالة اجتماعية جميلة ناضجة يسودها الاحترام للمساحات الخاصة وللأفكار وللرؤى .
°~¤«"§€Ñ!"»¤~°- غالية مميزة
- عدد مشآرڪآتي: : 7377
جْــنــسِےْ• :
بَــــلـــَـدِے• :
نْـقٌٍـآطُْـيَـے• : 17734
تاريخ التسجيل : 04/07/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى