الحب روح الحياة الزوجية -الجزء 01-
صفحة 1 من اصل 1
الحب روح الحياة الزوجية -الجزء 01-
أولاً
حياة الحب
حياة الحب
1ـ فى الحب
2ـ فى الجفاء
3ـ فى الذكرى
4ـ ربيع الحب
1ـ فـى الـحـب
* 1ـ هذا هو الحب *
* 1ـ هذا هو الحب *
هذا الحب الذى ذقته ، فحلاوته لا تزول ، كله لذة ، وجميعه متعة ، فيه تستعمل الأرواح والحواس ، القلوب والعقول ، النفوس والمشاعر ، يمتزج الإحساس بالوجدان ويظهر المعنى الحقيقى لمهام ووظائف الخفقات والخلجات والزفرات والأنفاس ، ويحيا المحبون فى دنيا أخرى ، شقاؤها نعيم ، ونعيمها روضات ، عذابها متعة ، ومتعها جنات .
اللحظة الصادقة :
يعيش المحبون اللحظة الصادقة فتأخذهم فى عوالم كأنها سنوات ، تملأ عمرهم ، بل هى عمرهم وحياتهم ، ثم تكون ذكرى تحيا معهم ، تحييهم عند الابتعاد ، ويشربون سحرها فى الاقتراب ، وفى اللقاء حياة تتجدد وروح تكبر ومعانى يسبح المحبون فى جمالها ، وينهلون من روعها ، حيث الروح فى الروح ، والقلب بالقلب ، والجسد للجسد ، فى ظواهرها صور تتحرك ، وفى حقيقتها أثير بهيج ، عجز عن وصفه الشارحون وقد استخدموا كل ما يعرفونه من نعيم الأرض ، من شمائل وعيون وروضات وأنهار ونجوم وسماء ، وأزهار ورياحين ، أو من أريج وريحان ، أو من شدوٍ وحداء ، أو من عطر ونسيم ...
الحب هو الحياة :
فالعين لا ترى ما تراه العيون ، واليد فى لمستها شىء آخر ، والأذن صُمّت إلا عن جو الحب فى لحظات الهوى والعشق والغرام ، وكلها أجواء فى سماء الحب فى تداخل شفاف وصفاء رقراق ، فالحب هو الحياة ، والحياة هى الحب .
* 2ـ فما الحب إذن ؟ *
وكذلك الحب:
كما يقولون الأعمال بخواتيمها ، والأشجار بثمارها ، والحركات بنتائجها ، وكذلك الحب ... الحب الحقيقى له علامات ، وفيه آثار وعنده تضحيات ، وأمامه عقبات ، وله حياته الخاصة به فى اللقاء والذكرى والجفاء ، وعلاقته بحياة الروح وحركة القلب واقتران الجسد ، حتى تتحقق الثمرة والنتيجة والمذاق .. هنالك يحق لك أن تعلن : هذا هو الحب .. وهو فى أمرين : طاعة وتجاوز .. فما معناها ؟
طاعة وتجاوز :
فإن تحققا بدأ الحب الحقيقى يدخل فى دوائر أخرى تجعله قويًا متينًا ممتدًا متواصلاً ، لا يعترف بعقبات ولا يقرّ بعوائق ، كجنة بربوة إن لم يصبها وابل فطل ... نعم ( الطاعة ) وهى فى الحب حركة لا إرادية خارج دائرة الشعور ، يكون فيها المحب كالمسحور ، ينتظر من الحبيب الإيماءة ، ويفهم الإشارة ، فالطاعة تجرى فى عروقه متى وصلت إلى ركن فهو طائع ، العين فى نظرتها ، واليد فى لمستها ، والوجه فى قسماته ، والفم فى ارتعاشته والبدن فى انتظاره للموافقة ، وكل جزء ينبض بالطاعة فيلبى خافية الحبيب وإن لم يصرح ، بل كثيرًا ما يفعل ما يكون حديثًا فى نفس حبيبه ، الحب يصنع المعجزات والموافقة ثمرته المكنونة ، حتى يصل الأمر بالحبيب إلى أنه لا يطلب ، وتتحقق إراداته من محبوبه .
ومع الطاعة ( تجاوز ) الاثنان معًا ممتزجان ومعنى تجاوز الحبيب أنه لا يقف عند عيبه ، ولا يكبّر شوكه ، ولا يعظم ذنبه ، ولا يوسّع تقصيره ، ولا ينفش خطأه ، بل يمر عليه دون اعتبار ولا يعبره بنظر أو انتظار ، فإن قال قائل : أين التقويم ؟ قلنا له : يا هذا ليس من ذاق كمن عرف ! وليس من عايش كمن سمع ! الحبيبان ماء واحد يجرى فى الشعور والوجدان ، لا سرّ بينهما ولا خافية ، إن دق قلب فرنّاته عند الآخر ، حيث الأرواح فى خفقة واحدة ، والأفئدة فى سير واحد ، لا تستطيع أن تقول اثنين ، وهل الماء إلا شيء واحد ؟! . *//يتبع//*
°~¤«"§€Ñ!"»¤~°- غالية مميزة
- عدد مشآرڪآتي: : 7377
جْــنــسِےْ• :
بَــــلـــَـدِے• :
نْـقٌٍـآطُْـيَـے• : 17734
تاريخ التسجيل : 04/07/2009
رد: الحب روح الحياة الزوجية -الجزء 01-
وهذا هو الهوى :
فالتجاوز طبيعة وطبع ، وليس تمـثيل وصناعة ورسم .. ومن لم يذق فليجتهد ، وليحاول وسيصل .. حينما يسأل عينه : هل تلتقين بعين الحبيب ؟ وحينما يسأل جفنه : هل تخاطب قلب الحبيب ؟ والإجابة ليست بالكلام وإنما فى خفة الروح ، وانتفاضة الفؤاد ، وخفقان القلب ، وارتعاشة البدن ، وهذا هو الهوى : بداية الماء الواحد ، وحضانة الرداء الواحد ، ليس للهوى أوصاف يُعرف بها ، أو صفات يتميز بها ، أو سمات يسمو بها ، وإنما يُعرف فى الموصوف ويظهر فيمن حقق الهوى :
وعندى الهوى موصوفه لا صفاته
وإذا سألونى ما الهوى قلت ما بيا
حالك يوسف أحلامها :
فهو حال يقيم فيه المحبون ، [ إذا رأيتم الرجل يرتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان ] ، كذلك إذا رأيتم الحبيب فى حبيبه روحًا وقلبًا ونفسًا وعقلاً .. فاشهدوا له بالحب ، فإن ذاب من الضنى ، ولم يؤثر على الحب غالياً ، فقدم مهجته فدى مهجته ، فاشهدوا له بالهوى . فهل قدمت أيها المحب الروح رخيصة فى هوى المحبوب ، هل أرسلت دمعة الوصل ترجو المزيد ؟ هل سار قلبلك بقلب المحبوب ؟ هل أرسلت من جفنك حركة قلبية أو استقبلت من جـفنه نـفس الرسـالـة ؟ هل من الانصهار والذوبان فى الحب أنتما كالماء ؟! إجابة الكلمات وردود الأقوال لا مكان لها فليس هذا ميدانها ، بل أنت ميدان الردود ، وحالك يوسف أحلامها .
* 3ـ ويسقى بماء واحد *
الماء واحد والثمار يانعة ، وهذه هى آثار الحب ، ثمرات يانعات ، لكل حلاوتها ، ولكل حلاوة مذاق ، لا تستطيع أن تميز بينهن ، أو تستأثر بإحداهن ، أو تسوى بسحرهن .
ــ الحب هو الدواء :
فمن قائل : الحب هو الداء الذى فيه الدواء ، فهو يكابد ليستيقظ الإحساس ، ويعانى ليصحو به الشعور ، ويقاسى ليحيا القلب ، ويتحمل فتنتعش الروح .
ــ الحب هو الروح :
ومن قائل : الحب هو الذى يملأ علىّ نفسى وروحى وقلبى وعقلى وكيانى بل إننى أرى الحبيب هو هذه الأشياء فهو راحة الروح ومنى القلب وحلاوة الدنيا وبهجة الحياة ورجاء النفس ، وحياة الجوانح كلها .
ــ الحب هو المعاناة :
ومن قائل : الحب هو المعاناة والعذاب والشقاء ، فى الوقت الذى هو كله نعيم ولذة ، وليس فى الأمر مبالغة لأن الإحساس بأقل أثر من لمسة معاناة هى شقاء مع أنها قطرة فى بحر النعيم والمتعة ، وهذه ترجمة لإحساس المحب الذى يرى بشعوره ويتأثر بوجدانه .
ــ الحب هو اللقاء :
ومن قائل : الحب معاناة يتحقق فى اللقاء حيث تتوقف عجلة الزمان ، ويصمت الدهر ، وتُطوى السنون ، وتُمحى اللحظات ، لأن اللقاء هو العمر ، وغيره ليس محسوبًا من العمر ، وذلك لما يراه الحبيب من معاناة فى أيام لا يرى فيها حبيبه .
ــ الحب هو الولاء :
ومن قائل : الحب هو الولاء للحبيب ، ولا سبيل لتحقيق ذلك إلا بالبحث الدائم عما يرضيه ويحقق رضاه ، وهذا هو عين الولاء للحبيب ، والرضا يكون : بالطاعة والموافقة مع الايثار والحب ، والتغافل عن العيب ، ومع ذلك فالرضا غاية لا تدرك إلا مع الله عز وجل .
ــ الحب هو الثقة :
ومن قائل : الحب أن تـثق فى الحبيب ، والثـقة لا تتحقـق إلا بتبادل المشاعر ، فثقتك بأن حبّك فى قلب الحبيب بنفس ما هو فى قلبك ، يعطيك
ويمنحك الاحساس بالحب ، ويزيل الكثير من المتاعب والظنون ، ويقطع الطريق أمام الحاسدين .
ــ الحب الانفراد بالحبيب :
ومن قائل : الحب هو الانفراد بالحبيب ، والغيرة عليه من أقل الأشياء ، حتى من جوارحه عليه فى وحدته ، وعلامة ذلك التعلق الدائم به ، وقطع الفيافى للوصول الدائم إليه فى كل الظروف والأحوال .
ــ الحب هو التضحية :
ومن قائل : الحب هو التضحية ، فآثار الحب تظهر بما يقدمه المحبون من تضحيات ، والصدق فى تحقيقها أن تقدمها من أجل المحب وسعادته وسروره ، فيكفى أن يكون الحبيب سعيدًا مسرورًا ، يرغد فى الهناء وإن كلفنى ذلك العنت والتعب والسهر والسهاد والدمع والبكاء .
ــ الحب عدم تحمل البُعد :
ومن قائل : الحب هو عـدم تحمل البُعد ، فالحب يعيش حين ينصهر الحبيبان ، فى الشعور والإحساس والروح ، فكأنهما جسـد واحد بدماء واحدة ، أو كالماء الواحد ، أو كالرداء الواحد ، فلو فصل أحدهما عن الآخر بالبعد فهى فترة عصيبة ، ومشاهد رعيبة ، ومشاعر مروعة ...
كالماء الواحد أصبحنا
وكلانا صار يقول أنا *//يتبع//*
°~¤«"§€Ñ!"»¤~°- غالية مميزة
- عدد مشآرڪآتي: : 7377
جْــنــسِےْ• :
بَــــلـــَـدِے• :
نْـقٌٍـآطُْـيَـے• : 17734
تاريخ التسجيل : 04/07/2009
رد: الحب روح الحياة الزوجية -الجزء 01-
كل هذه الثمار : هى حياة الحب وعلامة تحقيقه وآثار وجوده ، وكلها تجتمع على المحبين فى لحظات التلاقى والتصافى ، ولذلك فرسالتنا إلى كل حبيبين ذاقا وتمتعا ، ويريدان تحقيق هذه الثمار , بأن يعلما أن الطريق إلى ذلك بهذه النصائح القلبية الثلاثة :
الطريق إلى الحب
أولاً : احيوا الأرواح باللقاء
حياة الأرواح وعودتها إلى الأبدان تكون باللقاء وفيه ، وللقاء روح تعود بالأرواح وتردّها ، وإلا كان لقاء ميتاًا مقبورًا لا نفع منه ، وكم من اثنين تحققت بينهما المعاشرة لسنوات ولم يتم بينهما لقاء واحد ، فاللقاء الحقيقي هو ما فيه حياة الروح ، وليست له لحظات معدودة ومعلومة ، عدّها بعضهم من أحسن أيامه لأن القُرب بالروح وليس القُرب بالجسم ، فقال :
رُدّت الروح على المضنى معك
أحسنُ الأيام يومٌ أَرْجَعَكْ
ثانيًا : احيوا الحب بالصفاء :
للبعد مرارة ، وفيه معاناة ، وله روعات ، فإن تحقق الحب الصافى ( عند البُعد وفى البُعد ) إذا بهذه المرارة وتلك المعاناة ومكابدة الروعات تزيده صفاءً وتقوية وتجعله متماسكًا متينًا ، وإن لم يكن صافيًا أظهر البُعد زيفه ، وكشف غن خبثه .
ثالثًا : احيوا الهوى بالحال
لا تكتمـوا حالكم عن الحبيب ، صـارحوه بما تكابدونه ، فى غـيابه وحضوره ، فى بعده وقربه ، وصارحوه بسهر الليالى وسهاد الشهور ، حدثوه عن شكوى البُعد بالليل ، كلموه عن الانتظار إلى الفجر والعين لا تنام ، والقلب مكلوم ، والروح حزين ، أرسلوا له الشوق ، واختاروا من العبارات ما يظهر الحال ويبينه ويوضحه ، من لهيب ونار وإحراق ، اعلموه بالمآقى الباكية والدموع الهادرة ، والدمعات المسكوبة ، وماذا تقول له ؟ وبم تشعر نحوه ؟ ومارسالتها إلى الحبيب ؟
كل هذه المظاهر بوصفها وحالتها ومرارتها وسعادتها , انقلوها لشعوره ليحيا الهوى وتؤتى الثمار , وهذا هو الماء الواحد .
* 4ـ الحب لا يعترف بالعقبات *
هل هذا خروج عن سنن الله فى كونه ؟
أم هذه سنة تميز بها الحب ؟ ..
وقبل الإجابة هيا ننظر فى حال المحبين :
ـ الحاسدون :
كم يحاول الحاسدون والوشاة أن يفسدوا ما بين المحبين ، ولكن كل محاولاتهم تبوء بالفشل !
فأمام الحب الحقيقى ينهار الحاسدون ولا وجود للوشـاة المفسدين ، فالماء مادام يجرى لا يفسد ، وإنما يفسده توقفه ، وركوده ، وإن سكن حبٌّ وركد فهو غير صادق ، فقد نهشته أنياب الوشاة ، وشوهته حِرابُ الحاسدين ، وفتكت به أسلحة المفسدين .
العُذال :
وليس الحاسدين فقط الذين ينالون من الحب ، بل أيضًا العُذال واللائمون ، الذين يرتـدون ثياب الرحمة والشفقة على المحبين ، فيخرجون بمسوح العُبَّاد ، يقدمون المواعظ بلا طلب ، والنصح بلا حاجة ، أقنعوا أنفسهم بإرادة الخير وتحقيق المصالح ، وهو نوع من الخداع الخفى والتلبيس السقيم ، لفراغ عقولهم من الفهم ، وقلوبهم من الحب ، فأنّى لأرواحهم أن تتذوق .. وهؤلاء العُذال كالحاسدين خاسرون ، فالماء الجارى لا يتأثر بقذف الحجر ، والرداء الواحد لا يتأثر بأقذار الطريق ، لأنه يطهر بعضه بعضًا :
ما بال العاذل يفتح لى
باب السُّلوان وأوصدُه
ويقول تكاد تجنّ ُ به
فأقول وأوشِك ُ أعبدُه
ــ عقبات من الداخل :
وأخطر العقبات هى التى تكون من الداخل ، فإن كان الحاسدون والعُذال خاسرين أمام الحب ، فهل العقبات التى فى نفس المحب وقلبه هى أيضًا خاسرة ؟!
ولا تعجب حينما أقول : نعم ، هى أيضًا منهارة وخاسرة لسبب واحد : أن الحب الحقيقى تُقَدَمُ فيه التضحيات ، وأعزُّ هذه التضحيات الروح ، فماذا بعد الروح ؟! والكل يهون وقد ملّكته روحك ! والكل يصغر بجانب التضحية بالروح !
ثم إن الحب الصادق متجرد فى حبه لا يخطر بقلبه سوى محبوبه ، فالحركة لا تهدأ ، والحرارة دائمًا متقدة ، بصفاء الحب ، وروح اللقاء ، وتقديم حبيبه بالحال على كل شيء .
ما خنت هواك ولا خطرت
سلوى بالقلب تبردُّه
فكيف بالله عليك يتأثر هذا الحب وفق هذا المعنى بشائبة أو لوثة ؟!
فالثـبات على الحب عنوان مواصلة النجاحات ، هنالك ينطلق المحبان يهتفان :
( ما لروحينا عن الحب غِنى )
***
2ـ فـى الـجـفـاء
***
2ـ فـى الـجـفـاء
هل فى الحب جفاء ؟
هل فى الحب جفاء ؟ وإلى أى مدى يتأثر الحب بالجفاء ؟ وكيف يتحول الجفاء فى حياة المحبين إلى اقتران والتقاء ؟
أيها الحبيبان ... نعم فى الحب جفاء ... ولا تتعجبان ! وهو امتحان المحبين ، اختبارٌ للحب الصادق ، ومعرفة بمقداره ، وتذوق لحلاوته ، تنجلى صوره المختلفة لتجتمع حول أمرين ( الهجر والهجران ) .
الهجر والهجران قاتلهما الله
فهما نار الابتلاء ، يخلص فيهما الحبيبان كالذهب ، ويظهر بهما زيف غيرهما ، والإسراف فيهما عذاب المحبين ، وشقاء الأحبة ، فعلام ثم علام نشقى بأيدينا ، بالتمادى فى نار الهجر وعذاب الهجران ؟!
وعلام كل هذا الجفاء ؟
قد يلتحم الجسدان والهجران ينهش فى الأفئدة لأنه من قوارض القلب وسُوس الحب ، وليست استدامة المعاشرة عنوانًا للسعادة أو دليلاً على الحب ، والهجر الموجود يتحرك كأصـل منهار ، فهو عمل الجارحة الحقيقى ، وما سوى ذلك مظاهر ورسومات وأشكال خادعة .
فلا يغرنك تقلب الأبدان أوعلامات السعادة المصنوعة فالحرمان الحقيقى فى انحسار متعة الأرواح وزوال سعادة القلوب ، والحرمان كله فى هجر النفوس ، وهجران القلوب ، حيث ( الجفاء ) عدو الحب ، وخصم الهوى ، وهادم اللذات وموت المحبين .
ولذلك يأتى الجفاء فى سماء الحب الصادق كسحابة تزيد من تعلق الحبيب بحبيبه ، وفراره إليه ، وهروبه من كل شيء ، فى أحلى صور الانكسار والذلة والتصافى والمصافاة ، وليس من خروج عبر خطره أو انتصار عليه إلا بالعفو والمسامحة والصبر وتحمل التكاليف , وخيرهما من يبدأ بالسلام ويبادر بالعناق ، ويفاجيء بالحنان ، وكم من لمسة حانية ... تصافت لها جفاءات متمكنة ... *//يتبع//*
°~¤«"§€Ñ!"»¤~°- غالية مميزة
- عدد مشآرڪآتي: : 7377
جْــنــسِےْ• :
بَــــلـــَـدِے• :
نْـقٌٍـآطُْـيَـے• : 17734
تاريخ التسجيل : 04/07/2009
رد: الحب روح الحياة الزوجية -الجزء 01-
أيها الحبيبان
هيا نبدد الجفاء
ــ العفو :
فما يبدده ويجلى ظلمته ، غير العفو والمسامحة ، والماء الواحد لا ينتظر أحدهما ليسامحه الآخر ، فلا تكتم شيئًا ، يشعر به حبيبك ، ويريدك أن تتكلم به ، بل يبادر الاثنان معًا .
بلّغه عن المعاناة ، وقحلوة السهاد ، ومرارة السهر والتعب ، وغزارة البكاء ، وقل له إن هذا ذنبى ، أما يكفى أن يكون سببًا لعفوك ومسامحتك ! ودومًا اسأله المسامحة .
ــ الصبر:
ولا تتسـرع واصبر صبر القلوب لعلك أن تفوز , وصبر القلوب يكـلفك الكثير ، وبقدر التحمل تكون النتائج ، وليس لك إلا من عودة الروح وحياة الحب :
أخلق بذى الصبر أن يحظى بحاجته
ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
ــ التصافى :
التصافى والمصافاة من صفات الماء الجارى ، وما توقف ماء إلا وأسن ، فعلام يوقفنا الجفاء ؟ .
وحركتنا تتواصل بالمصافاة وتستمر بالتصافى ، فيرى الحبيبان روحيهما فى بعضهما كالمرآة الواحدة .
والحيلة فى تحقيق ذلك ضرورة حركية ، والكذب فيه إجازة شرعية ، من أجل الصفاء بعد الجفاء .
ــ وسائل عملية :
ومن الوسـائل العملية : إن صدَّ عـنك فاقـترب منه ، إن أتاك يمشى هرول إليه ، ولا تقابل الصد بالصد ، والجفاء بالجفاء ، بل تحتفى به ، وإن لم يظهر احتفاءً بك ، وتقدم التضحيات رغم شحه بها ، وبذل كل ما ترضيه ولو لم يهـتم بك ، وتسعى دومًا لإسعاده وسروره رغم تقطيبه وعبوس وجهه ، علّه يذّكر أو تنفعه الذكرى .
ــ لا تكتموا شعورًا :
ولا تكتموا عن الحبيب شعورًا ، ولا تخبئوا عنه إحساسًا ، بصوت القلب وروح الحب قولوا له :
طال ظلامى فى جفاك
أنا قلبى ما جفاك
روحى فداك
أنا معذب فى نواك
لا نهاية لمعاناتى فى جفاك
يقولون أنت معى فكيف لا أراك ؟
عين القلب تريد لقياك
علام كل هذا الجفاء ؟!
قولوا له روحى فداه
هذا التجنى ما مداه
أنا لم أقم بصدوده
حتى يحملِّى نواه
** احذروا اللائمين
وأخيرًا احذروا اللائمين فى أفعالهم وصنائعهم ، واحذروا المتربصين فى أقوالهم وتجنيهم ، وردوّا عليهم بالصدّ عنهم ، فتجنبهم حياة والبعد عنهم غنيمة ، من وقع فى شباكهم خسران ، لا تغبطهم بتصديق أوهامهم ، فكم هزّت صنائعهم حياة المحبين برياح لغوهم اللعين ، وكم أطفأت أمواج ظلمهم نور الهوى ، وكم تساءلت قلوب المحبيبن ... هل يختفى بركان قبائحهم الثائر فينا ؟
وأخيرًا وبعد تحقيقك لكل هذه الوسائل :
للربّ دع أمر النّوى قد نتجلى
أقدار ربّى كالرحيق الزّائر
ثم قل :
يا لائمى فى هواه والهوى قدرٌ
لو شفّك الوجدُ لم تعذل ولم تلُمِ
جرح الأحبة
أيها الحبيبان : ما لجرح فى ميت إيلام ، فالجرح ألم ومعاناة ، لا ينتهى ألمه إلا بالموت ، وهذه سنة بشرية ، ولكنها عند الأحبة لها مذاق آخر ، وطعم خاص ، فالقلب الذائب فى القلب ، والروح الممتزجة فى صفاء ، أماتت الذوات والأشخاص والنفوس والكينونة ، فكلما برزت النفوس ماتت القلوب والأرواح ، ووفق هذا المعنى ينقلب جرح الجفاء إلى غير ذى ألم ، فكل معاناة فى سبيل الحب تقوّى الروح مادام المحبان يسعى كل منهما بالمبادرة إلى الصفو وردّ الروح بوسائل الحب :
جحدتها وكتمت السهم فى كبدى
جرح الأحبة عندى غير ذى ألمِ
أعيدوا روح الحب :
بل كيف يكون الجفاء جرحًا ؟
والحبيبان كل منهما يقدم هذه الوسائل فى ذلة وانكسار ، واحتفاء وحفاوة ، وتضحية بكل شيء ، حتى الروح ... وهل بعد الروح من تضحيات ؟ فأعيدوا روح الحب وبددوا الجفاء .. وكفى .
3ـ فى الذكرى
حياة مع الحبيب
حياة مع الحبيب
* الذكرى نبض حياة الحب :
تبقى الذكرى حية فى الوجدان تستعيدها الذاكرة بجلالها وسحرها ودقائقها ونسيمها ، ليس بالصوت والضوء يكون أثرها ، ولكن بقدر استعادتها بالروح والقلب ، فتشعر بنشوة تسرى فى الجوانح والجنبات ، وتمايل فى القلب والوجدان ، وأريج من عطر فواح ، هذه الآثار تمتد بعد انتهائها لتجعل منك مولودًا جديدًا فى مكان جديد ، وزمان جديد ، فهى أفراح الأحبة ومسرات الحب ، بقدر حالك يمنحك جمالها ، وبقدر تعلقك بالحب والحبيب تتعلق بك ، وبقدر انشغالك بالحبيب تنشغل بك ذكراه ، وهى منّة من الله للأحبة ، وهدية من المولى ، ومكافأة من الله .
والذكرى هى نبض حياة الحب الصادق ، ولذلك فهى لا تأتى من فراغ ، بل من انشغال واستفراغ ، لكلّ لحظة سعيدة ، فى مكان ساحر ، فى زمان رائق ، فى حالٍ صافٍ .
فمن البراعة والذكاء اختيار الأحسن دوما مع الحبيب ، فليست الرياض الضاحكة بوجهها والمبتسمة بعيونها ، إلى روح الحبيب وقلبه ، إلا لأنها مكان اللقاء مع حبيبه ، وما زالت تحمل فى أنفاسها روح الحبيب وكلمته وضحكته وبسمته ولمسته وحركته ، وهذه العيون وتلك الجداول وهذه الأمواج وتلك الأنهار ، ما حياتها إلا بما حوت من روح الحبيب ، وهو ينظر إليها ويكلمها ويداعبها ، وهذه السماء ببدرها وهلالها وضياء نجمها وجلالها ، تحكى حديثك وخطابك ، الأشجار والأغصان والطير والأزهار لوحة ساحرة من مائك وريّك تستمد حياتها ونضارتها وبهجتها .
* ذكرى عناق القلوب :
وتكتمل صور الذكرى حينما تتعانق القلوب ، وتحتضن الأرواح ، ويتحقق القِران ، فأى سحر وأى نسيم وأى عطر ، لهذا العناق ، حينما تطوى الحبيب بساعديك فى رفق وحنو ، وتطبع رسالة الحب بقبلة كالصبح المنور فيعم الضياء ، وتسرى فى الكيان نشوة رائعة من نسيم الفـم وعطـره الساحر ، دواء للروحين والجسدين معًا :
فكل نعيم فى الحياة وغبطة
على شفتينا حين تلتقيان
ويخفق صدرانا خفوقًا كأنا
مع القلب قلبٌ فى الجوارح ثانِِ
فى هذه الأثناء تتحرك لغة الحب فلا مجال للكلمات , وتتوارى الحروف ، والعـين تخاطب العـين ، تصبح الصفحة بيـضاء نقية ، وهذا هو تجديد الحب ... ويتوقف الزمن فى لحظة النشوة ، فهذا يوم الرضا :
لا أمسِ من عمر الزمان ولا غدِ
جُمع الزمان فكان يومَ رضاكِ
* اصنعوا الذكرى :
هذه اللحظات الباسمة ، وتلك الأيام الراضية ، ألا يحق للحبيبين استعادة نشوتها واسترجاع فرحتها دومًا ... فذكراها حياة مع الحبيب ، والعاقل من جعل كل لحظاته وأيامه مع حبيبه شمسًا للذكرى دائمة ، هذه هى الشمس التى لا تغيب أبدًا ، فى سماء الروح وأفلاك القلوب . فاصنعوا الذكرى بحُسن اللقاء واختيار المكان وسحر الزمان ، واجعلوا من كل وقت ولحظة ولقاء مع الحبيب ، جنة غناء ممتدة ، وحركة روح ، وخفة قلب ، تلهب الوجدان ، وتضيء الجوانح ، فإذا بالبُعد قُرب ، والتنائى اقتران :
وكل مسافر سيؤوب يومًا
إذا رزق السلامة والإيابا
***
*//يتبع//*
*//يتبع//*
°~¤«"§€Ñ!"»¤~°- غالية مميزة
- عدد مشآرڪآتي: : 7377
جْــنــسِےْ• :
بَــــلـــَـدِے• :
نْـقٌٍـآطُْـيَـے• : 17734
تاريخ التسجيل : 04/07/2009
رد: الحب روح الحياة الزوجية -الجزء 01-
* 4ـ ربـيـع الـحـب *
* القلب المفقود :
القلب الذى فقد الحب هو المفقود ! لأنه فقد روحه وحياته ، فهو موجود كلحم ونبض ولكنه لا روح فيه ، ولا عقل معه ، ولا وجدان ولا شعور ولا إحساس ، وقد أطلقوا عليه ( القلب الواهى ) لأنه أضاع الحب الذى هو مادة حيويته وحياته ، والقلب الذى فقد الحب ، وجد العذاب وحمل الآلام ، وهل خلقت القلوب من أجل العذاب والشقاء والألم ؟!!
* فقد الأحبة
والمحبون لابد أن يكونوا على حذر من عمل الأيام والليالى ، التى تصارعهم بفقد الأحبة ، وليس فقد الأحبة فى ابتعادهم أو هجرانهم أو سفرهم أو موتهم ، إنما فقد الأحبة فى فقد حبهم من القلب ، والناس صنفان موتى فى حياتهم ، فهم موتى فى قربهم أو حتى وهم معك ، وآخرون فى بُعدهم أحياء ، فهم فى سفرهم وتنائيهم أحياء ، حتى ولو كانوا فى شرق الأرض أو غرب الأرض أو تحت الأرض .. حيث راحة النفوس بذكرهم وذكراهم .. وهل بعد هذه الراحة من تعب ؟!
* ربيع الحب
من أجل أن نعيد للقلب حياته ، لابد أن يعيش دومًا فى ربيع دائم ، وليس هناك من ربيع دائم غير ريبع الحب ، روضاته فيحاء ، طيره فى شدو متواصل ، جداوله ماؤها يجرى ، أغصانه تصفق دومًا ، لا تنقطع بهجتها وفرحتها ، وإنما ذلك لسبب واحد :
أن ربيع الحب ( هو حديقة الأرواح ) ، ولذلك فحب حديقة الأرواح لا يعرف الخريف ، ولا يعترف بزوال ، ولا يدرك قيظًا أو بردًا .
* صفو متاح
فإذا كنت بالحب فى ( ربيع دائم ) تحيا فى ( حديقة الأرواح ) ، فهذا ( صفو متاح ) :
على المحـبين انتهاز هذه الفرصة , فالأقـدار لا نصنعها ، وإنما تأتينا ، وعلى العاقل انتهازها ، فأنت فى أحلى الأقدار ، وأحسن العنايات ، وأكمل الرعايات ، فاز من انتهز هذا الجو ، فاستفاد وأفاد .
وعلامة الانسجام :
ــ أن تضحك مع الرياض الضاحكة .
ــ وتذوب فى ربيع الحب .
ــ حتى يمتزج شعورك وإحساسك بمشاعره وإحساسه .
ــ ولا يكون ذلك إلا بالأرواح .
* حديقة الأرواح
فى هذا الجو الساحر ، تحلق الروح فى حرية وانطلاق ، بين أفنان وأفنان ، بين شـدوٍ وألحان ، تسـبح فى الصفـاء ، وتـغرق فى المـتعات ، فكل ما فى ( حديقة الأرواح ) لذات ، وإن كانت فى غيرها معاناة وآلام .
فأشجار هذه الحديقة :
ــ شجون لا تهدأ
ــ جفون لاترقد
ــ ليل لا ينام
وأغصانها فى :
ــ بكاء القلوب
ــ ومخاطبة العيون
ــ وسحر العيون
ــ والكل فيها يستبق الجمال
لتبقى أحلى الذكريات التى هى صدى حكايات السنين
ما لروحينا عن الحبِ غِنى
ذقت الحبّ الراوى روحى ما لروحينا عن الحب غنى
إن قـالوا ما الحـبُّ ذهبـتْ رُوحـانا تشدو السحـر بنــا
كـالمـاء الـواحـد أصبحـنـا وكلانــا صـار يقـول أنــــا
وثـمـار الـحـبّ تــعــذبـنـا ما ذقنـــا أحـلى منـه جَـنى
ينـهـار العـاذل مـن حبّــى من رامــه شـرًا عزّ سـنَى
وحـياة الحـب تعــود بـنــا بالذكـــرى إسعــادًا ومُـنى
ولـقـاء الـحـبّ لــروحيــنا النبضُ الماضى والزّادُ لنـا
ذقت الحب الراوى روحى ما لروحينا عن الحب غنى
°~¤«"§€Ñ!"»¤~°- غالية مميزة
- عدد مشآرڪآتي: : 7377
جْــنــسِےْ• :
بَــــلـــَـدِے• :
نْـقٌٍـآطُْـيَـے• : 17734
تاريخ التسجيل : 04/07/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى