مفهوم المجتمع المسلم

يجدر بنا قبل أن نبدأ في بيان أسس بناء المجتمع الإسلامي وسماته، أن نوضح مفهوم المجتمع المسلم، حيث نقوم بتعريف المجتمع في اللغة، ثم نعرض التعريفات التي ذكرها علماء الاجتماع لمصطلح "المجتمع" في العصر الحديث، ثم نقوم ببان مفهوم المجتمع المسلم من منظور إسلامي، ولكن نبدأ الحديث بتعريف بعض المفردات التي لها صلة بمصطلح "المجتمع" وهي لفظ الأمة والقوم والجماعة والحكل والطائفة والرهط.

أسس بناء المجتمع وعناية الإسلام بها

لا بد لكل مجتمع من أسس يبنى عليها، وتكاد تكون هذه الأسس مشتركة بين المجتمعات كلها، والمجتمع الإسلامي مثل غيره من المجتمعات لديه أسس عامة قام عليها ونشأ، وسنتعرض في هذا الموضوع لهذه الأسس والتي على رأسها الإنسان، فنتعرف على أوجه العناية به، وكيفية إعداده وتهيئته لكي يكون خليفة في الأرض منذ مرحلة الخلق والتكوين إلى حين إنزال الشريعة الإسلامية عليه، ثم ننتقل بعدها إلى الأساس الثاني وهو الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع المسلم وعلى رأس هذه الروابط رابطة العقيدة الإسلامية وما يتعلق بها من تشريعات وهدايات. أما الأساس الثالث فسيجري الحديث فيه عن نظام الضبط الاجتماعي الذي استخدمه الإسلام في زرع التألف بين قلوب أفراد المجتمع و بث المحبة بينهم وزرع روح التسامح، حيث جعل انتشار المحبة بين الأفراد علامة على تحقق الإيمان ورتب على ذلك دخول الجنة، كذلك رغب الإسلام أبناءه في العناية بقضايا المجتمع وحاجات أفراده، وستكون خاتمة الموضوع الحديث عن الأرض التي تعد الأساس الخامس الذي يبنى عليه المجتمع الإسلامي.

سمات المجتمع الإسلامي

لقد تميز المجتمع الإسلامي عن غيره من المجتمعات بعدد من السمات جعلته بحق مجتمعاً فريداً لم تعرف البشرية مجتمعاً مثله جمع في ثناياه هذه السمات الحميدة، ليكون أنموذجاً يرتجى، ومثالاً يحتذى عند العقلاء من بني البشر، وسنتناول في هذا الموضوع أهم سمات المجتمع الإسلامي وأولاها: أنه مجتمع ملتزم بشرعه في كل تصرفاته، وثانيها: أنه مجتمع جاد في كل أعماله، ولهذه الجدية مظهرين: العلم النافع، والعمل الصالح، وثالثها: أنه مجتمع متسامح مع أتباعه، ومع غير أتباعه، ورابعها: أنه مجتمع آمن، لأنه آمن بمولاه فآمنه في دنياه وآخرته.

أسباب تقوية الروابط الاجتماعية

سبق الحديث عن الروابط الاجتماعية باعتبارها واحدة من الأسس التي يبنى عليها المجتمع الإسلامي، ولقد حرص الشارع الحكيم على تقوية هذه الروابط حتى لا يخبو نورها ولا يضعف دورها، لذا سنتناول في هذا الموضوع أهم التشريعات التي شرعها الإسلام في سبيل تقوية الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع الإسلامي. ومن أهم هذه التشريعات، تشريع صلاة الجماعة والجمعة والعيدين والجنازة، وتشريعه للواجبات الاجتماعية الخاصة التي تشمل بر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الجيران، كما سنتحدث عن دعوة الإسلام إلى أسباب التآلف الاجتماعي العام، والتي تضمنت الدعوة إلى إفشاء السلام، وتوقير الكبار والعطف على الصغار، فضلاً عن أمور أخرى تعمل على تقوية التآلف الاجتماعي. وسننتقل بعدها لتناول الأخلاق الفاضلة التي دعا إليها الإسلام، وعلى رأسها الصدق والحياء والبشاشة وطلاقة الوجه والمدارة، فضلاً عن أخلاق أخرى دعا إليها الإسلام، وأخلاق أخرى حذر منها. نرجع بعدها للحديث عن تشريع الإسلام للتكافل الاجتماعي من خلال تشريعه لفريضة الزكاة، وزكاة الفطر، والنفقات الواجبة، والواجبات المالية التكافلية، فضلاً عن تشريعه للصدقات التطوعية، وفي نهاية المطاف سنتحدث عن دعوة الإسلام إلى الحوار والجدال بالتي هي أحسن.

أهم المشكلات الاجتماعية وسبل الوقاية منها وعلاجها

بعد أن تعرفت على أسباب تقوية الروابط الاجتماعية، ننتقل بك إلى الموضوع التالي آلا وهو أهم المشكلات الاجتماعية التي تواجه المسلمين في هذا العصر وسبل الوقاية منها وعلاجها، وسيتم التركيز على عدة مشكلات اجتماعية على رأسها انحراف الشباب، حيث سيتم الحديث عن الانحراف الفكري والانحراف السلوكي للشباب، يلي ذلك التعرض لمشكلة انتشار وسائل الإعلام المضللة، من خلال الحديث عن مفهوم الإعلام الصحيح، وأنواع وسائل الإعلام، والآثار السلبية لتلك الوسائل، وطرق حماية أنفسنا من تلك الآثار، أما ثالث هذه المشاكل فسيتناول ضعف صلة كثير من الشباب بعلماء الإسلام، لننتقل بعدها إلى المشكلة الرابعة ألا وهي انتشار الفواحش الأخلاقية، وعلى رأسها الزنا، واللواط، والقذف، والاختلاط. وخامس المشاكل الاجتماعية سيتناول مخاطر المخدرات والمسكرات والدخان، والآثار الخطيرة المترتبة على تعاطي هذه السموم، و ستكون الرشوة وأثرها في إفساد العلاقات الاجتماعية أخر مشكلة اجتماعية يتم التعرض لها. وفي نهاية المطاف سيتم تناول سبل الوقاية والعلاج من المشكلات الاجتماعية الخطيرة التي تم ذكرها مسبقاً.

أهمية الأسرة ومكانتها في الإسلام

بعد أن تعرفت على أهم المشكلات الاجتماعية وسبل الوقاية منها وعلاجها، ننتقل بك إلى الموضوع التالي آلا وهو أهمية الأسرة ومكانتها في الإسلام، وسيتم الحديث عن أهمية الأسرة وتكونها من خلال الزواج الشرعي، يلي ذلك الكلام عن مكانة المرأة في الإسلام والمجتمعات غير المسلمة، حيث سيتم التركيز على مكانة المرأة عند اليونانيين والرومانيين والهنود واليهود والنصارى وعرب الجاهلية، ثم يتم تناول بعض الشبه التي أُثيرت حول المرأة في الإسلام والرد عليها، والشبه التي سيتم التركيز عليها هي عمل المرأة، وشهادتها، وديتها، وتعدد الزوجات، ثم يتم تناول قضية الحجاب، حيث يتم بيان تعريف الحجاب وحكمه الشرعي ودليل مشروعيته وتوضيح مقاصده وحقيقته وذكر بعض الشبه التي أُثيرت حوله والرد عليها، ويلي ذلك الحديث عن عوامل حماية الأسرة، وتتمثل هذه العوامل في وجوب غض البصر والاستئذان لدخول البيوت، وتحريم الخلوة، ووجوب قرار النساء في البيوت، والغيرة على المحارم، وعقوبة الزنا والقذف.

الخطبة وأحكامها العامة

كل عقد من العقود المهمة تسبقه عادة مقدمات ليستوثق العاقد من أنه يحقق رغبته فيبقدم عليه، وإلا فيعرض عنه، ولذلك كان التسرع في الارتباط به غالبا يعقبه الندم. ولما كان الزواج من أخطر العقود لأنه عقد الحياة، فيه من التكاليف والالتزامات ما ليس في غيره وتترتب عليه آثار عديدة، كثبوت النسب وحرمة المصاهرة وغير ذلك زادت عناية الشرع به فجعل له مقدمات نظمها وبين أحكامها تسمى بالخطبة ليكون المتزوج على بينة من الطرف الآخر ويتحقق لهما بهذا العقد الراحة والسعادة البيتية،[1] وتعد الخطبة أهم مقدمات الزواج، وسنتناول في هذا الفصل أهم الأمور المتعلقة بالخطبة، حيث سنبدأ بتعريف الخطبة لغة واصطلاحاً، وننتقل للحديث عن مشروعية الخطبة وأهدافها، ومعايير الاختيار في الزوجين، كما سنتناول المرأة التي تحل خطبتها، وأنواع المحرمات من النساء بالنسب، وبالمصاهرة، وبالرضاع، وأخيراً سنستعرض أحكام الخطبة من خلال الحديث عن قضية النظر إلى المخطوبة والمخالفات الشرعية في الخطبة. يتبع

النكاح مقاصده وأحكامه

بعد أن تعرفت على الخطبة وأحكامها العامة ننتقل بك إلى المرحلة التي تلي الخطبة ألا وهي النكاح، وسيدور حديثنا حول ثلاثة موضوعات رئيسة أولها النكاح، حيث سنقوم بتعريفه لغة واصطلاحاً، ونتحدث عن مشروعيته وحكمه في الإسلام، وننتقل بعدها كي نذكر بعضاً من الآيات والأحاديث التي رغبت في النكاح، ومن ثم نوجز ذكر أركان النكاح والألفاظ التي ينعقد بها، فضلاً عن شروط النكاح وأنواع الشروط التي تشترط في عقد النكاح، أما الموضوع الثاني فسنطلع فيه على مقاصد النكاح، فنعرف المراد بالمقاصد لغة واصطلاحاً، ومن ثم ننتقل للحديث عن مقاصد النكاح وعلى رأسها، المحافظة على النسل، وتحقيق الفطرة الإنسانية وإشباعها، وتحقيق السكن النفسي والروحي، والمحافظة على الأنساب، وصيانة أفراد المجتمع من الانحراف، وصيانة المجتمع من الامراض الفتاكة، وغض البصر وحفظ الفرج، والعناية بتربية النشء، وتحقيق الستر للمرأة والرجل. وسنخصص الموضوع الثالث والأخير للحديث عن دعوة خبيثة تريد بعض الجهات نشرها في العالم الإسلامي ألا وهي الدعوة إلى تحديد النسل حيث سنتناول تعريف مصطلح تحديد النسل لغة واصطلاحاً، وكيف نشأت وتطورت الدعوة إلى تحديد النسل، كما ننتقل بعدها إلى التعرف على الأهداف التي تسعى هذه الدعوة لبلوغها في العالم الإسلامي، وبطلان هذه الدعوة، وموقف علماء الأمة منها، وسنعرج بعدها على جزئيتين ذات علاقة بموضوع تحديد النسل وهما تنظيم النسل والإجهاض.

الآثار المترتبة على عقد النكاح

في الموضوع السابق تحدثنا عن النكاح حيث قمنا بتعريفه في اللغة والاصطلاح، ثم بينا حكمه الشرعي، وأركانه وشروطه، ثم تناولنا مقاصده بشيء من التفصيل. ونعود هنا فنتحدث عن الآثار المترتبة على عقد النكاح. فعقد النكاح إذا تم انعقاده بين الرجل والمرأة وتوافرت أركانه وشروطه يترتب عليه حقوق وواجبات كثيرة، ويمكن تلخيصها في أمرين، هما حقوق الزوجين وحقوق الأبناء والآباء.وحقوق الزوجين تنقسم إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول: الحقوق المشتركة بين الزوجين وهي: حسن العشرة، وحل الاستمتاع، والتعاون على طاعة الله، وحرمة المصاهرة، وثبوت النسب، وثبوت التوارث بين الزوجين، والقسم الثاني منحقوق الزوجين الحقوق الخاصة بالزوج، وتشتمل على الطاعة بالمعروف، وقرار الزوجة في البيت، وعدم إذن الزوجة في بيت الزوج لمن يكره دخوله، والقيام على أمر البيت. أما القسم الثالث فهو الحقوق الخاصة بالزوجة وتتضمن هذه الحقوق المهر والنفقة والغيرة على الزوجة وتعليمها أمور دينها، والمبيت عند الزوجة. أما حقوق الأبناء على الآباء فتشتمل على اختيار الأبوين بعضهما، وحق حياة الجنين، واختيار الاسم الحسن للمولود، والختان، والعقيقة، والنسب والرضاعة والحضانة والنفقة والتربية والميراث. وأما حقوق الآباء على الأبناء فهي الإحسان إليهما والنهي عن نهرهما والتواضع لهما، ووجوب شكرهما وتقديم برهما على الجهاد في سبيل الله وتجنب أسباب سبهما وشتمهما.

فُرَقُ النكاح

في الموضوع السابق تحدثنا عن الآثار المترتبة على عقد النكاح، أما الآن فسنتحدث عن فُرَقِ النكاح أي الطرق التي يتم من خلالها إنهاء عقد النكاح والتفريق بين الزوجين، والآثار المترتبة على هذا التفريق، وسنبدأ بالطلاق من خلال تناول تعريفه لغة واصطلاحاً، ومشروعيته وحكمه والحكمة منه، وأقسامه، ونختم بالحديث عن الرجعة، ثم ننتقل للحديث عن الخلع، فنعرفه لغة واصطلاحاً، ونبين مشروعيته، والحكمة منه، وألفاظه، يلي ذلك تناول اللعان بالتعرف على المراد به لغة واصطلاحاً وإثبات مشروعيته، وصفته، وذكر شروطه وآثاره، ومن ثم الظهار فنقوم بتعريفه لغة واصطلاحاً، ونتعرف على حكم الشرع فيه، وألفاظه، وكفارته. أما الإيلاء فنبدء بتعريفه لغة واصطلاحاً ثم نذكر حكمه وشروطه وألفاظه، وآثاره. كما لن يفوتنا الحديث عن إسلام أحد الزوجين وأثره في التفريق بينهما، ونختم حديثنا بتناول العدة لغة واصطلاحاً ومدى مشروعيتها والحكمة منها وأنواعها وأحكام الإحداد على الزوج.

مفهوم المجتمع المسلم

مفهوم المجتمع المسلم

رد: مفهوم المجتمع المسلم