الشيخ عبد الحميد السماوي
صفحة 1 من اصل 1
الشيخ عبد الحميد السماوي
الشاعـر الشيخ عبد الحميد السماوي
هو الشيخ عبد الحميد أبن الشيخ احمد بن الشيخ محمد آل عبد الرسول والمشهور (بالسماوي) ينتهي نسبه الى قبيلة بني عبس ، القبيلة العربية الشهيرة العريقة النسب وهي تقطن وادي السماوة منذ قديم العصور كما نقل المؤرخون ذلك ، وهو عالم جليل ينقد في تأملاته وافكاره يمتاز بطابع شعري خاص .. غزير الصورة .. سلس وجميل .. ولد في مدينة السماوة عام 1315هـ ونشأ هناك وتربى تربية دينية مخضة وكان موضع عناية ابيه المرحوم الشيخ احمد بن الشيخ محمد آل عبد الرسول .
ويبدوا من قصيدة لشيخنا المترجم في رثاء المؤرخ الكبير الشيخ محمد الشيخ طاهر الشهير بالسماوي ، صاحب كتاب الطليعة في علماء الشيعة ، يبدوا انه تتلمذ على يده ايضا في صباه ويظهر هذا المعنى من قوله ضمن تلك المرثية ،
ولئن عـنيت بنشأتي فلطالما ربتك بين حجورها ابائي
وهي مرثية عامرة تربو على مائة بيت مطلعها
هـدرت فراغ مصاقع البلغاء ما راع من صمت ومن ضوضاء
......
هـاجر الشيخ عبد الحميد السماوي الى النجف الاشرف مهد ابائه واجداده وهو شاب حدث السن وبعد ان اكمل المقدمات والسطوح في مدة وجيزه اخذ يختلف على واسطين العلم وتخرج على اساتذه جهابذه امثال الشيخ مرزا حسين النائيني والشيخ محمد حسين الاصفهاني وميرزا فتاح الزنجاني صاحب الحاشية على المكاسب وكان يعد من الطبقة العالية من الاوساط العلمية وما ان طالت هجرته حتى الح عليه ابناء السماوة بالرجوع الى بلدة مسقط راسه فلم يجد بدا من الاستجابة بعد ان توفرت لديه المعلومات الكافية والاحاطة التامة بعلمي الفقه والاصول.
والسماوي شاعـر فحل بما اوتي من قوة ذهنية وفكر ناضج وعبقرية فذه، له ثلاثة دواوين.. اما الاول فقد ضاع عندما اخذه بعض المعجبين بشعره كي يستنسخونه . كان يضم معظم ما قاله في صباه ، اما الثاني وهو يضم ما حفظه من شعره السابق وما تاخر عنه ومن المؤسف انه سرق من ديوانه العام ، اما الثالث فهو يشتمل على شعره الاخير وما حفظه من الشعر القديم والموسوم بـ(ديوان السماوي) الذي تم طبعه بعد وفاته في دار الاندلس بيروت وهو ديوان كبير ، واما تقييم شعره فقد كتب عنه فرسانه وقيم شعره جمع غفير من الشعراء والكتاب ، وعده بعضهم انه احد اعلام الشعر في الوطن العربي .
وقد اضفى بعضهم الكثير من الالقاب عليه وما زالت اندية النجف الاشرف تحفظ شعره وتتمتع بروائعه الخالدة ، وانبرت الصحف والمجلات في الوطن العربي لنشر ما يقع بايديها من شعره . فقد كتب عنه ابراهيم العريض من دولة البحرين ومن سوريا ( مجلة المراة السورية ) وفي بغداد كتبت عنه جريدة الساعة وبعض الجرائد الاخرى وجميع مجلات النجف الاشرف الادبية . ومن لبنان كتب عنه محمد علي الحوماني في اغلب كتبه (بين النهرين) و(من وحي الرافدين) وكتب عنه الحجة الهاشمي في الادب الجديد من مختاراته، وكتب عنه الخاقاني في شعراء الغري المجلد الثالث ص 291 اكثر من 50 صفحة .
وترجم شعره وذكر نماذج منه وكتب عنه المرحوم الشيخ حمود الساعدي وترجمه ترجمة وافية امينة في مجلة البيان في السنة الثانية العدد 31 -32 ص 849 وكتب عنه المرحوم الاستاذ عبد الكريم الدجيلي مذ كان المترجم في مدينة النجف الاشرف وعده من الطبقة الاولى وقال عنه الحجة السيد حسن الحكيم ، كنت اقضي معه الوقت الطويل معجبا بحسن حديثه وسرعة انتقاله وهو يتمتع بعقلية كبيرة يخضع لها جليسه . اما الناحية الشعرية فلان اشتهر زهير ابن ابي سلمى عند الشعراء والادباء بابياته الحكيمات التي يقول فيها :
اذا كنت في كل الامور معاتبا صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
فانك اذا تصفحت شعر السماوي لا تجد قصيدة تخلو من عدة ابيات تكون مضرب مثل.
وترى نفسك في جو من فحول شعراء الجاهلية ويذكرك بسوق عكاظ .فشعره يملك جزالة المعنى واللفظ . ومن شعره (الرباعيات) التي عارض بها الطلاسم لايليا ابو ماضي وعنوانها (فوق اثباج الطبيعة) فقد نشر منها في كثير من الصحف والمجلات ونشرها في كراس فضيلة الشيخ رضا المطوف وتمتاز الطبعة بسلاستها . وقد فضل الكاتب الكبير والشاعر الشهير محمد علي (رباعيات الحوماني) رباعياته على طلاسم ابي ماضي ونشر في اجزاء (العروبة ) قطوفا منها تباعا .
وقد نشر في الجزء الاول من المجلة عام 1947 وقينها ، واليك نص ما نشر هناك(( نشر في اجزاء العروبة قطعا من الملحمة الغراء التي عارض بها العلامة المحقق والشاعر الفذ الشيخ عبد الحميد السماوي قصيدة الشاعر الرقيق ايليا ابي ماضي . والعراق يفخر بأن العلامة السماوي هو الشاعر الوحيد الذي استطاع معارضت الشاعر ايليا ابي ماضي . بما هو اسمى شعورا واروع شاعرية في موضوع يشق على المعارض الخوض فيه اضعاف ما يشق على المعارض للفرق الجلي بين الشك والاثبات)) .
وبعث اليه الاستاذ ميرزا محمد الخليلي رسالة ادبية يذكر فيها اعجابه في معارضة الشيخ لطلاسم ابي ماضي ويختم تلك الرسالة بأربعة ادوار على نسق شعر الطلاسم .ومن هذه الادوار:-
قد تلونا قرآنك والشعر البديع
وانتشفناه زهورا مثل ازهار الربيع
وغدا فينا الشعور الحي في الحي يذيع
هذه الحكمة هل يعقل من ليس يدري
*****
كان رحمه الله غير متجاوب مع اعراف بيئته الاجتماعية ، ومرجع ذلك يعود الى تربية مزاجه الخاص اذ هو على حال من الحشمة والوقار والزهد لا تعهد في امثاله من رجال الدين الافذاذ ، رغم هذا كله نراه معهم ويشاركهم سرائهم وضرائهم بل واكثر من هذا فانه ما من مشكلة الا وتنتهي اليه ليقول فيها كلمته ويكون العمل عليها . والمتصفح لديوان شاعرنا السماوي يرى فيه الراءة في الدافع والنبل في الغاية والارتفاع في مجال التفكير الروحي الى قضايا فلسفية وما ينطوي منها وراء الطبيعة من المعاني السامية والافكار الجليه ،فيه ريع وافر ومحصول خصب من ابواب العلم والادب والعرفان وهو في كل مورد يتعرض له نراه جادا ومتجمسا لذلك المورد كمن يدافع عن مبدأويذود عن حمى .
ومن شعره الاسطوري الجميل ضمن هذه الارجوزه التي تربو على اربعين بيتا منها :-
خط يراعه السير اسطورة عما غبر
زاعمة ان الاسد اقبل يوما فوجد
حول العرين فأره تنقب بالحجارة
فامها مزمجرا وقد عراها ما عرا
قد فوجئت بذي لبد وهالها صوت الاسد
حتى تلاشت صاغرة لسيد الجبابرة
ثم استقلت واقفة تجيش فيها العاطفة
لم تدري وهو الغالب يصفح او يعاقب
لكن تغاظى شرفا وكف عنها وعفا
وسار لكن القدر صارحه عما اسر
اخفى له في الوادي حبالة الصياد
حتى اذا جاء وقع وضاق منها ما اتسع
فشاع رائع الخبر في كل قطر وانتشر
فهز سمع الفارة الصغيرة الجبارة
فأسرعت مهرولة وقد رآها مقبلة
قال ورائك ارجعي فان قوتي معي
انا القوي المقتدر انا العزيز المنتصر
احطم القيودا وادرك المقصودا
الى اخر الارجوزة وهكذا وجدناها في (كتاب السماوة تاريخ ورجال ) للمؤلف عبد الرضا النجم ****
وبعد هذا فليس من المستبعد ان يطرق سمعك شعر للسماوي لم يحوه ديوانه الذي يكمن عن غزارة شعره ومتانة مقاصده بجميع فرائده عثر على عدة قصائد متناثرة ثبتها في الديوان ..
انتقل الى رحمة ربه في اليوم الثالث من رجب سنة 1384 هـ المصادف لـ 10/11/1964 م في مستشفى الشعب ببغداد ، وما ان انتشر نبأ وفاته حتى ازدحم المستشفى والطرق المؤديه اليه بالمشيعين ، ومن هناك سار الموكب حتى الكاظمين (عليهم السلام) وبعد ان طيف به في الصحن الشريف سار الموكب المهيب الى كربلاء مدينة الامام الشهيد وبات الجسد في حمى الامام الحسين ع حتى صباح اليوم التالي ، حيث احتشدت كربلاء بمختلف طبقاتها لتشييع الراحل .. ومن كربلاء الى النجف الاشرف . فكان هناك يوما مشهودا ، اذ عطلت له الاسواق واغلقت المحلات التجارية ، واستقبلته مواكب العزاء تنعاه بشجون ولوعة وأسى وبعد اتمام مراسيم الصلاة عليه والزيارة دفن في وادي الغري بين الحسرات والدموع تغمد الله الفقيد برحمته واسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون *
له قصيدة يرثي بها نفسه قالها في حدود 1370هـ منها وهي بعنوان (ايها النفس):-
لابقا حتى امنيك البقا فاغدقي جامك فيمن اغدقا
كيف استبقي حياتي وعلى ضفتيها عدمان استبقا
عارضي موج المنايا تجدي اسعد الساعات ساعات الشقا
ما وجوم الدهر الا صرخة افعمت كل وجود رهقا
فأحبلي شطريه درا ودما لبنا ضرعا وضرعا علقا
ايها النفس وفيك اتسقت نظم العالم حتى اتسقا
ما تشائين فقد شاء القضا للخليطين بان يفترقا
هل ترجين ربيعا قادما فلقد حن الخريف الورقا
سرت والعالم يسري بي فهل شاءت الاكوان ان نتفقا
*****
ومرثية شاعرنا السماوي في نفسه غزيرة الصورة والمعاني والافكار وقد نحت منحى فلسفي في نظرته للكون والوجود ومنها :-
فتناجينا كما شاء الهوى وتوادعنا كما شاء التقى
ليلتي مهما تمخضت فلن تلدي للكون الا فلقا
فستشقين عن ضاحية زاحم المغرب فيها المشرقا
فاذا العالم طرا ومسفرا بعدما كان جميعا غسقا
واذا الصبح وقد فر الدجى سيد يطلب عبدا ابقا
******
ان تناول سيرة العلماء في مدينة السماوة يقتضي منا بحثا مسهبا في تفاصيله ومتجذرا في موضوعاته غير مقتصر على اطار واحد منفصلا عن الجوانب الاخرى ولكني ساحاول ان اقتصر هذه الدراسة على بعض النواحي التي تعطي صورة قد لا تمثل الحقيقة برمتها ولكنها تفي بالغرض ، وان كان شغفي ولهفتي في ان ابرز تلك الشخصيات الفذة التي اسهمت في نهضة العراق الادبية والفكرية ولعبت دورا مبرزا في ميادين الثقافة سواء على مستوى المحافظة او القطر.
وان كنت ساسعى باذلا جهدي في تحقيق ما هو افضل واصبو الى ماهو اسمى فان لم افلح في تحقيق ما سعيت اليه فلعل عذري الوحيد هو انني عبدت الطريق لغيري في ايصال ما لم استطع ايصاله وتحقيق ما كفأت عنه . فبالله استعين وعليه اتوكل وهو ولي التوفيق..
والشيخ عبد الحميد السماوي شخصية مرموقة من الشخصيات الفذة في محافظة المثنى والتي يشار اليها بالبنان ناهيك عن حضوره الادبي في الساحة الادبية ،فكان رصين القوافي سلس الالفاض حاضر البديهية يتسم شعره بجزالة اللفظ ومتانة التعبير ويجمع في خصاله بين البداوة والعروبة وكان عريقا في عروبته متمسكا بتعاليم دينه الحنيف وكان واسع الاطلاع يقول عنه الشيخ رضا الحاج احمد اسماعيل المطوف:-
ان السماوي كان طلق الشعر وقد شغله تصديه للعلوم الروحانية والافتاء فقد كان عالما فقيها وشخصيته مرموقة فذه واليه يرجع الحل والعقد في الاحكام الشرعية في بلدة السماوة وتوابعها ناهيك عن شرف العلم ومكانته في النفوس وهو فوق مكانة الشعر عند الناس لذلك ليس مستغربا اذاوجدت السماوي يحاول ان يسدل الستار عن شاعريته وليس مستغربا ان يفعل ذلك .
والسماوي من النوع الذي يجري ولا مجرى معه وقد امتاز بين الشعراء بالملكة المتدفقة السريعة توحي له بالمعاني البكر بلا تكلف ولا تردد فقال وهو يصف النملة:-
منهوكة من شدة الضعف خلتها خلية سربل ادق من السر
نظرت ولما استبنها ، وانما ندبت الى ادراك هيكلها فكري
تدب على وجه الثرى مشمعلة الى حيث تدري والى حيث لا تدري
مفتشة عن فاضل الزاد علها اذا ما غزاها الدهر تقوى على الدهر
وتسري وما فيها الى القوت حاجة تبرر مسراها ،ولا عبثا تسري
ولكنها بالرغم من ساعة الغنى تجمع ما استطاعت الى ساعة الفقر
**
ولم يكن شاعرنا السماوي يبحث عن هوية وشهرة ويسعى للكسب المادي بقدر ما كان يهتم بالافكار السامية والقيم النبيلة التي كان يسعى لتصويرها بابهى صورة فهو يقول:-
كفا بك جهلا ان تراني شاعرا وبي عطلا ان كنت للشعر حاليا
ولكنها آهات نفس تفاعلت جواهرها حتى استحالت قوافيا
فما ملئت بالترهات حقيبتي وما افرغت مخلاة فكري مساويا
ترفعت عنه اذا تزلفت ضارعا واخضعته لما تجبر عاتيا
****
وفضلا عن ذلك داب على مقارعة الافكار المسمومة التي تبث الالحاد والزندقة .. وكان بالمرصاد لذوي الاقلام المأجورة والافكار المسعورة .. وقد برزت قدراته في رده المبدع على قصيدة ايليا ابي ماضي حيث تسامى خياله وخصبت قريحته وصدقت لهجته ودحض الشبهة بالحجة وبراعة التصوير وفيض العاطفة ورهافة الحس لما يتمتع به من سعة الاطلاع وفي رده على( لست ادري) يقول:-
جئت لا اعلم الا انني جئت لاعلم
فتخطيت بكوني ساحة الكون المطلسم
حيث ساد الصمت لولا وحي عجماء لاعجم
حيث لا هامس الا وهو مثلي ليس يدري
**
عندما كنت ولكن لست ادري ما العدم
ماج تيار وجودي بوجودي واحتدم
فاذا لي الف لحن واذا لي الف فم
واذا بي اتنزى في خليط ليس يدري
**
سوف ترتج حياتي في ضمير الكائنات
ويدوي صوت نعيي في مجاهيل الحياة
وسيندك كياني وستنحل النواة
وسادري انني كنت كغيري ليس يدري
**
فشعوري بوجودي هو برهان الوجود
واضطراري في حياتي شاهد اني مقود
وكما جئت ابتدأ سوف امضي واعود
فلماذ وهو ذو عقل وحسن ليس يدري
**
حسبي الكون ليلا كلما عز الدليل
وتخطيت بامكاني ضفاف المستحيل
وان لي الف سبيل في وجودي وسبيل
قد تغشيت به الكون الى ما ليس يدري
*****
ولشاعرنا الفذ في الرثاء حيث رثا ابن عمه العلامة الشيخ الجليل محمد الشيخ عبود حيث قال:
لمن المواكب في ضفاف الوادي نشرت مطارفها على الاباد
من عالم العدم استمدت فيضها حتى تخطت عالم الايجاد
صخرت بتيار الفنا فتدافعت فيها الخطوب الى محيط هادي
*****
وله قصيدة رمزية يصف بها البلبل السجين يقول فيها:
يا بلبل القفص المطل وشاعر الروض الاغن
ماكان ظني ان اراك مغردا ، وما كان ظني
فالحزن اعمق نغمة من نغمة الوتر المرن
لحن النفوس الشاعرات وهل تجيش بغير لحن
واذا علا صوت النعي بمحفلا، سكت المغني
****
ومن يتتبع شعر السماوي يجده يفيض بالحيوية ويتماشى مع تطور الزمن فيدخل كل قلب في كل عصر، يحرك العواطف ويهز المشاعر ويخلب الالباب ويفعل في النفوس ما يفعله بليغ الكلام في ذوي الافهام ومن شعره التعليمي:
ما الحق الا صرخة وعقيدة فيها شعار الظالمين مبدد
ما المرء الا صورة مخبوءة تشقى بجوهرها العقول وتسعد
يهفو فلا ينجيه من هفواته بيت عريق في الفخار ومولد
فلكم رقي اوج السعادة والهنا بجهاده عبد واخفق سيد
وتخطى يومك رائدا او قائدا فلسوف تفنى او لسوف تخلد
****
ان فلسفة الادب الرمزي لم تقتصر على الشعور بتلك الوحدة العميقة التي تربطنا بالكائنات وتربط الكائنات ببعضها ، بل تذهب الى ابعد من ذلك وتمنح الحياة والشخصية الواعية الى جميع المحسوسات والى صفاتها المعنوية وكل ما حولنا هو مثلنا ذو ادراك خفي ، وشعور عميق ، وحياة واعية وهذا ما كان يسعى الشاعر السماوي الى ايصاله قصائده الشعرية ، ان الفن الشعري وهو غذاءه وفي الرموز وهي الصورة المنعوية التي تتولد من لفظة تعبر عن كائن حسي ، فلفظه (فيل..اسد..زنبقة) وتحمل كل واحدة منها صورة معنوية وهي (القوة والشجاعة والنقاوة) وقد تحمل اللفظة الواحدة عدد صور معنوية يمكن ان يستغلها الشاعر فالزنبقة مثلا تحمل صورة البياض وصورة النقاوة والطهارة ،وصورة العطر المنتشر وصورة لطف الشكل وجمال هيئتها وهلم جرا .
والرموز هي انواع الكناية والاستعارة والمجاز المرسل والتجريد (المجاز العقلي والاستحضار) وما يقارب ذلك من الصور البيانية التي ينوب فيها المجاز عن الحقيقة والاشارة والتلويح عن التصريح ، والسماوي استطاع ان يبرز الحقيقة باروع صورها من خلال استخدام الرموز الشعرية.ز نزجي له ازكى التحايا بمناسبة هذا التوفيق المتواضع الذي استضافه التاريخ
محمد نور الإسلام- عضو فعال
- عدد مشآرڪآتي: : 173
عًٍـمـًرٌٍيَے• : 29
جْــنــسِےْ• :
بَــــلـــَـدِے• : الجزائر
نْـقٌٍـآطُْـيَـے• : 549
تاريخ التسجيل : 02/09/2010
مواضيع مماثلة
» اكسسوارات باللون السماوي
» توقعات موضوع البكالوريا ( الأستاذ عبد الحميد)
» الشيخ العربي التبسي
» عيب أن لا نعرف الشيخ عبد الله إبن ياسين
» القائد و الشيخ العجوز(قصة و عبرة )
» توقعات موضوع البكالوريا ( الأستاذ عبد الحميد)
» الشيخ العربي التبسي
» عيب أن لا نعرف الشيخ عبد الله إبن ياسين
» القائد و الشيخ العجوز(قصة و عبرة )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى