أبو بكر الصديق رضي الله عنه
+2
°~¤«"§€Ñ!"»¤~°
seif eddin
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أبو بكر الصديق رضي الله عنه
الحمد لله الذي
فضل من شاء من عباده، ورفع في الجنة منازل أحبابه،
والصلاة والسلام على
أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
فإن قراءة سيرة الصحابة والإقتداء
بهم، نهجٌ غفل عنه البعض وطواه
النسيان عند آخرين. ومعرفة سيرتهم
وفضائلهم سببٌ لمحبتهم وتقرب إلى الله
بذلك، وقد قال الرسول : { المرء مع
من أحب }
[رواه مسلم]. ويتأكد الفضل والخير في الخلفاء
الأربعة لسابقتهم في
الإسلام وبلائهم وجهادهم، عن مسروق أنة قال: ( حُبُّ
أبي بكر وعمر
ومعرفة فضلهما من السنة )، وقيل للحسن: حب أبي بكر وعمر من
السنة؟ قال:
( لا، بل فريضة ).
وقد ذكر ابن الجوزي: ( أن السلف كانوا يُعلمون
أولادهم حب أبي بكر
وعمر كما يعلمونهم السور من القرآن ). وعلى هذا
يتأكد بيان علم الصحابة
ودينهم وفضائلهم.
قال شيخ الإسلام ابن
تيمية: ( وأما الخلفاء الراشدون والصحابة فكل
خير فيه المسلمون إلى يوم
القيامة من الإيمان، والإسلام، والقرآن، والعلم،
والمعارف، والعبادات،
ودخول الجنة، والنجاة من النار، وانتصارهم على
الكفار، وعلو كلمة
الله، فإنما هو ببركة ما فعله الصحابة الذين بلّغوا
الدين وجاهدوا في
سبيل الله. وكل مؤمن آمن بالله، فللصحابة رضي الله عنهم
الفضل إلى يوم
القيامة، وخير الصحابة تبع لخير الخلفاء الراشدين، فهم كانوا
أقوم بكل
خير في الدنيا والدين من سائر الصحابة، كانوا والله أفضل هذه
الأمة،
وأبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله
لصحبة
نبية وإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا
بما
استطعتم من أخلاقهم ودينهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ).
وقد
أثنى الله عليهم ورسوله ورضي عنهم وأعد لهم الحسنى في آيات
كثيرة كقوله
تعالى:
وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ
رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ
[التوبة:100] وقوله تعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ
وَالَّذِينَ مَعَهُ
أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ
تَرَاهُمْ رُكَّعاً
سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ
وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ
فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ
مَثَلُهُمْ فِي
التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ
أَخْرَجَ شَطْأَهُ
فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ
يُعْجِبُ
الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ
الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً
عَظِيماً [الفتح:29].
وقد ثبت في الصحيحين عن النبي
أنه قال: {
خير القرون: القرن
الذي جئت فيه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم }
[رواه مسلم]. ومن أفضل الصحابة وأجلهم وأكثرهم نفعاً للأمة، الخلفاء
الراشدون:
أبوبكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي اللّه عنهم أجمعين.
وسنتحدث بإيجاز
سريع عن الخليفة الأول:
أبوبكر الصديق رضي الله عنه
هو
عبدالله بن عثمان بن عامر بن كعب، ويجتمع مع النبي في
مرة بن كعب، وكنيته أبوبكر، وعثمان هو
إسم أبي قحافة، ولد أبو بكر بعد
عام الفيل بسنتين وستة أشهر. وكان تاجراً
جمع الأموال العظيمة التي
نفع بها الإسلام حين أنفقها، وهو أول من أسلم من
الرجال. وقد وصفة
الرسول بالصديق، فعن أنس بن مالك
قال: صعد رسول الله
أُحداً ومعه أبوبكر وعمر وعثمان فرجف بهم
فقال: {
اثبت أحداً، فإنما عليك نبي وصديق
وشهيدان }
[رواه مسلم].
وأبوبكر
أول من دعا إلى الله من الصحابة
فأسلم على يديه أكابر الصحابة، ومنهم:
عثمان بن عفان، وطلحة، والزبير،
وعبدالرحمن بن عوف، وأبو عبيدة، رضي
الله عنهم أجمعين.
وقد قال عنه الرسول : { إن من
أمنِّ الناس عليَّ في صحبته
وذات يده أبوبكر } [رواه
الترمذي]. وكان رسول
الله يقضي في مال أبي بكر كما يقضي في مال نفسه.
وعن أبي هريرة
قال: قال رسول الله : { ما نفعني
مال قط ما نفعني مال أبي
بكر } [رواه أحمد]. فبكى أبوبكر
وقال: ( وهل
أنا ومالي إلا لك يارسول الله ). وإنفاق أبي بكر هذا كان
لإقامة الدين
والقيام بالدعوة فقد أعتق بلالاً وعامر بن فهيرة وغيرهما
كثير.
وفي
الترمذي وسنن أبي داود عن عمر
قال: ( أمرنا رسول الله أن
نتصدق، فوافق ذلك في مالاً، فقال النبي : { ما أبقيت
لأهلك؟ }
فقلت: مثله، وأتى أبوبكر بكل ما عنده، فقال: {
يا أبا بكر، ما أبقيت لأهلك؟ }
قال: أبقيت
لهم الله ورسوله، قلت: لا أسابقه إلى شيء أبداً ).
وكانت أحب نساء
الرسول إليه عائشة ابنة الصديق رضي الله عنهما.
ولأبي بكر ذروة
سنام الصحبة، وأعلاها مرتبة، فإنه صحب الرسول من
حين بعثه الله إلى أن مات، فقد صحبه في
أشد أوقات الصحبة، ولم يسبقه
أحد فيها، فقد هاجر معه واختبأ معه في الغار
قال الله تعالى: إِلاَّ
تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ
أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ
ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي
الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ
تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا
فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ
وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ
تَرَوْهَا [التوبة:40]، والصديق
أتقى الأمة بدلالة الكتاب والسنة، قال
تعالى: وَسَيُجَنَّبُهَا
الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي
مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ
عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى
(19) إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ
الْأَعْلَى
[الليل:17-20].
وقد ذكر غير واحد من أهل العلم أنها نزلت في أبي
بكر.
ولأبي بكر من الفضائل والخصائص التي ميّزه الله بها عن غيره
كثير،
منها: أنه أزهد الصحابة، وأشجع الناس بعد رسول الله صلى عليه
وسلم، وأنه
أحب الخلق إلى رسول الله ،
ولم يَسُؤهُ قط، وهو أفضل الأمة بعد النبي
عليه أفضل الصلاة وأزكى
التسليم، وهو أول من يدخل الجنة، كما روى أبوداود
في سننه أن النبي
قال لأبي بكر: { أما إنك يا أبا
بكر أول من يدخل الجنة من أمتي }
[رواه
الحاكم]. وهو أحق الناس بالخلافة بعد رسول الله ..
وتأمل في خصال اجتمعت فيه في يوم واحد:
قال رسول الله
لأصحابه: {
من أصبح منكم اليوم
صائماً؟ فقال: أبوبكر: أنا، قال: فمن تبع منكم اليوم
جنازة؟ فقال
أبوبكر: أنا، قال: هل فيكم من عاد مريضاً؟ قال أبوبكر: أنا،
قال: هل
فيكم من تصدق بصدقة؟ فقال أبوبكر: أنا، قال: ما اجتمعن في امرىءٍ
إلا
دخل الجنة } [رواه مسلم].
وكما كتب الله
لأبي بكر أن يكون مع الرسول ثاني اثنين في الإسلام،
فقد كتب
له أن يكون ثاني اثنين في غار ثور، وأن يكون ثاني اثنين في العريش
الذي
نُصب للرسول في يوم بدر.
ولعلم الصحابة بمكانه وقربه من
الرسول وفضله وسابقة إسلامه، فقد
بايعوه بعد وفاة الرسول
بالخلافة، وقد كان أمر وفاة الرسول ذا
حزن وفزع وصدمة عنيفة، وقف لها أبوبكر
ليعلن للناس في إيمان عميق
قائلاً: ( أيها الناس، من كان يعبد محمداً فإن
محمداً قد مات، ومن كان
يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت )، ثم تلا على
الناس قول الله عز وجل
لرسوله إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ
[الزمر:30].
وتمت البيعة بإجماع من المهاجرين والأنصار.
وقد كانت سياسته العامة
والخاصة خيرٌ للإسلام والمسلمين و الناس كافة،
أوجزها في كلمة قالها خطيباً
في مسجد رسول الله
بعد أخذ البيعة قال: ( أيها الناس، إني قد
وُلِّيت عليكم ولست بخيركم،
فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوِّموني، الصدق
أمانة، والكذب خيانة،
والضعيف فيكم قويٌ عندي حتى آخذ الحق له إن شاء
الله، والقوي فيكم
ضعيفٌ عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم
الجهاد في سبيل
اللّه إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط
إلا عمهم الله
بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيتُ الله
ورسوله فلا
طاعة لي عليكم ).
وهي خطبة شاملة جامعة أتبعها بالعمل لخدمة هذا
الدين ونشره، فأنفذ
جيش أسامة بن زيد، وبلغ من تكريم أبي بكر لهذا
الجيش الذي جهزه الرسول أن
سار في توديعه ماشياً على قدميه، وأسامة
راكب، وقد أوصى الجيش بوصية
عظيمة فيها تعاليم الإسلام ومبادئه السمحة.
ثم قام أبوبكر بعمل عظيم
لا ينهض له إلا الرجال الموفقون، فقد وقف
للردة التي وقعت بعد وفاة
الرسول موقفاً لا هوادة فيه ولا ليونة، وقال كلمته
المشهورة: (
والله لأقاتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق
المال، والله
لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم على
منعها ).
ولما يسر الله عز وجل القضاء على المرتدين انطلقت عينا أبي بكر
خارج
الجزيرة العربية؛ رغبة في نشر هذا الدين وإخراج الناس من الظلمات إلى
النور،
فوجَّه الجيوش إلى الجهاد في أرض فارس والروم، وجعل على قائد جبهة
الفرس
خالد بن الوليد رضي الله عنه، وعلى قائد جبهة الروم أبوعبيدة عامر بن
الجراح رضي الله عنه. وكانت أولى المواقع العظيمة موقعة اليرموك التي فتح
الله
فيها للمسلمين أرض الروم وما وراءها.
ومن أجلِّ أعمال أبي بكر
جمع القرآن الكريم، وقد عهد بذلك إلى زيد بن
ثابت رضي الله عنه، فقام
بالأمر حتى كتب المصحف في صحف جُمعت كلها ووضعت
عند أبي بكر، حتى
انتقلت من بعده إلى عمر، ثم إلى عثمان رضي الله عنهم
أجمعين.
مرض
أبوبكر وتوفي في جمادى الآخر سنة 13هـ ودفن بجوار
الرسول ،
وكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر، وعهد
للخلافة من بعده إلى عمر بن
الخطاب رضي الله عنه.
اللهم ارض عن أبي بكر، واجزه الجزاء الأوفى؛
جزاء ما قدم للإسلام
والمسلمين.
فضل من شاء من عباده، ورفع في الجنة منازل أحبابه،
والصلاة والسلام على
أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
فإن قراءة سيرة الصحابة والإقتداء
بهم، نهجٌ غفل عنه البعض وطواه
النسيان عند آخرين. ومعرفة سيرتهم
وفضائلهم سببٌ لمحبتهم وتقرب إلى الله
بذلك، وقد قال الرسول : { المرء مع
من أحب }
[رواه مسلم]. ويتأكد الفضل والخير في الخلفاء
الأربعة لسابقتهم في
الإسلام وبلائهم وجهادهم، عن مسروق أنة قال: ( حُبُّ
أبي بكر وعمر
ومعرفة فضلهما من السنة )، وقيل للحسن: حب أبي بكر وعمر من
السنة؟ قال:
( لا، بل فريضة ).
وقد ذكر ابن الجوزي: ( أن السلف كانوا يُعلمون
أولادهم حب أبي بكر
وعمر كما يعلمونهم السور من القرآن ). وعلى هذا
يتأكد بيان علم الصحابة
ودينهم وفضائلهم.
قال شيخ الإسلام ابن
تيمية: ( وأما الخلفاء الراشدون والصحابة فكل
خير فيه المسلمون إلى يوم
القيامة من الإيمان، والإسلام، والقرآن، والعلم،
والمعارف، والعبادات،
ودخول الجنة، والنجاة من النار، وانتصارهم على
الكفار، وعلو كلمة
الله، فإنما هو ببركة ما فعله الصحابة الذين بلّغوا
الدين وجاهدوا في
سبيل الله. وكل مؤمن آمن بالله، فللصحابة رضي الله عنهم
الفضل إلى يوم
القيامة، وخير الصحابة تبع لخير الخلفاء الراشدين، فهم كانوا
أقوم بكل
خير في الدنيا والدين من سائر الصحابة، كانوا والله أفضل هذه
الأمة،
وأبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله
لصحبة
نبية وإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا
بما
استطعتم من أخلاقهم ودينهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ).
وقد
أثنى الله عليهم ورسوله ورضي عنهم وأعد لهم الحسنى في آيات
كثيرة كقوله
تعالى:
وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ
رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ
[التوبة:100] وقوله تعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ
وَالَّذِينَ مَعَهُ
أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ
تَرَاهُمْ رُكَّعاً
سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ
وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ
فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ
مَثَلُهُمْ فِي
التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ
أَخْرَجَ شَطْأَهُ
فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ
يُعْجِبُ
الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ
الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً
عَظِيماً [الفتح:29].
وقد ثبت في الصحيحين عن النبي
أنه قال: {
خير القرون: القرن
الذي جئت فيه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم }
[رواه مسلم]. ومن أفضل الصحابة وأجلهم وأكثرهم نفعاً للأمة، الخلفاء
الراشدون:
أبوبكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي اللّه عنهم أجمعين.
وسنتحدث بإيجاز
سريع عن الخليفة الأول:
أبوبكر الصديق رضي الله عنه
هو
عبدالله بن عثمان بن عامر بن كعب، ويجتمع مع النبي في
مرة بن كعب، وكنيته أبوبكر، وعثمان هو
إسم أبي قحافة، ولد أبو بكر بعد
عام الفيل بسنتين وستة أشهر. وكان تاجراً
جمع الأموال العظيمة التي
نفع بها الإسلام حين أنفقها، وهو أول من أسلم من
الرجال. وقد وصفة
الرسول بالصديق، فعن أنس بن مالك
قال: صعد رسول الله
أُحداً ومعه أبوبكر وعمر وعثمان فرجف بهم
فقال: {
اثبت أحداً، فإنما عليك نبي وصديق
وشهيدان }
[رواه مسلم].
وأبوبكر
أول من دعا إلى الله من الصحابة
فأسلم على يديه أكابر الصحابة، ومنهم:
عثمان بن عفان، وطلحة، والزبير،
وعبدالرحمن بن عوف، وأبو عبيدة، رضي
الله عنهم أجمعين.
وقد قال عنه الرسول : { إن من
أمنِّ الناس عليَّ في صحبته
وذات يده أبوبكر } [رواه
الترمذي]. وكان رسول
الله يقضي في مال أبي بكر كما يقضي في مال نفسه.
وعن أبي هريرة
قال: قال رسول الله : { ما نفعني
مال قط ما نفعني مال أبي
بكر } [رواه أحمد]. فبكى أبوبكر
وقال: ( وهل
أنا ومالي إلا لك يارسول الله ). وإنفاق أبي بكر هذا كان
لإقامة الدين
والقيام بالدعوة فقد أعتق بلالاً وعامر بن فهيرة وغيرهما
كثير.
وفي
الترمذي وسنن أبي داود عن عمر
قال: ( أمرنا رسول الله أن
نتصدق، فوافق ذلك في مالاً، فقال النبي : { ما أبقيت
لأهلك؟ }
فقلت: مثله، وأتى أبوبكر بكل ما عنده، فقال: {
يا أبا بكر، ما أبقيت لأهلك؟ }
قال: أبقيت
لهم الله ورسوله، قلت: لا أسابقه إلى شيء أبداً ).
وكانت أحب نساء
الرسول إليه عائشة ابنة الصديق رضي الله عنهما.
ولأبي بكر ذروة
سنام الصحبة، وأعلاها مرتبة، فإنه صحب الرسول من
حين بعثه الله إلى أن مات، فقد صحبه في
أشد أوقات الصحبة، ولم يسبقه
أحد فيها، فقد هاجر معه واختبأ معه في الغار
قال الله تعالى: إِلاَّ
تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ
أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ
ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي
الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ
تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا
فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ
وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ
تَرَوْهَا [التوبة:40]، والصديق
أتقى الأمة بدلالة الكتاب والسنة، قال
تعالى: وَسَيُجَنَّبُهَا
الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي
مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ
عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى
(19) إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ
الْأَعْلَى
[الليل:17-20].
وقد ذكر غير واحد من أهل العلم أنها نزلت في أبي
بكر.
ولأبي بكر من الفضائل والخصائص التي ميّزه الله بها عن غيره
كثير،
منها: أنه أزهد الصحابة، وأشجع الناس بعد رسول الله صلى عليه
وسلم، وأنه
أحب الخلق إلى رسول الله ،
ولم يَسُؤهُ قط، وهو أفضل الأمة بعد النبي
عليه أفضل الصلاة وأزكى
التسليم، وهو أول من يدخل الجنة، كما روى أبوداود
في سننه أن النبي
قال لأبي بكر: { أما إنك يا أبا
بكر أول من يدخل الجنة من أمتي }
[رواه
الحاكم]. وهو أحق الناس بالخلافة بعد رسول الله ..
وتأمل في خصال اجتمعت فيه في يوم واحد:
قال رسول الله
لأصحابه: {
من أصبح منكم اليوم
صائماً؟ فقال: أبوبكر: أنا، قال: فمن تبع منكم اليوم
جنازة؟ فقال
أبوبكر: أنا، قال: هل فيكم من عاد مريضاً؟ قال أبوبكر: أنا،
قال: هل
فيكم من تصدق بصدقة؟ فقال أبوبكر: أنا، قال: ما اجتمعن في امرىءٍ
إلا
دخل الجنة } [رواه مسلم].
وكما كتب الله
لأبي بكر أن يكون مع الرسول ثاني اثنين في الإسلام،
فقد كتب
له أن يكون ثاني اثنين في غار ثور، وأن يكون ثاني اثنين في العريش
الذي
نُصب للرسول في يوم بدر.
ولعلم الصحابة بمكانه وقربه من
الرسول وفضله وسابقة إسلامه، فقد
بايعوه بعد وفاة الرسول
بالخلافة، وقد كان أمر وفاة الرسول ذا
حزن وفزع وصدمة عنيفة، وقف لها أبوبكر
ليعلن للناس في إيمان عميق
قائلاً: ( أيها الناس، من كان يعبد محمداً فإن
محمداً قد مات، ومن كان
يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت )، ثم تلا على
الناس قول الله عز وجل
لرسوله إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ
[الزمر:30].
وتمت البيعة بإجماع من المهاجرين والأنصار.
وقد كانت سياسته العامة
والخاصة خيرٌ للإسلام والمسلمين و الناس كافة،
أوجزها في كلمة قالها خطيباً
في مسجد رسول الله
بعد أخذ البيعة قال: ( أيها الناس، إني قد
وُلِّيت عليكم ولست بخيركم،
فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوِّموني، الصدق
أمانة، والكذب خيانة،
والضعيف فيكم قويٌ عندي حتى آخذ الحق له إن شاء
الله، والقوي فيكم
ضعيفٌ عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم
الجهاد في سبيل
اللّه إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط
إلا عمهم الله
بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيتُ الله
ورسوله فلا
طاعة لي عليكم ).
وهي خطبة شاملة جامعة أتبعها بالعمل لخدمة هذا
الدين ونشره، فأنفذ
جيش أسامة بن زيد، وبلغ من تكريم أبي بكر لهذا
الجيش الذي جهزه الرسول أن
سار في توديعه ماشياً على قدميه، وأسامة
راكب، وقد أوصى الجيش بوصية
عظيمة فيها تعاليم الإسلام ومبادئه السمحة.
ثم قام أبوبكر بعمل عظيم
لا ينهض له إلا الرجال الموفقون، فقد وقف
للردة التي وقعت بعد وفاة
الرسول موقفاً لا هوادة فيه ولا ليونة، وقال كلمته
المشهورة: (
والله لأقاتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق
المال، والله
لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم على
منعها ).
ولما يسر الله عز وجل القضاء على المرتدين انطلقت عينا أبي بكر
خارج
الجزيرة العربية؛ رغبة في نشر هذا الدين وإخراج الناس من الظلمات إلى
النور،
فوجَّه الجيوش إلى الجهاد في أرض فارس والروم، وجعل على قائد جبهة
الفرس
خالد بن الوليد رضي الله عنه، وعلى قائد جبهة الروم أبوعبيدة عامر بن
الجراح رضي الله عنه. وكانت أولى المواقع العظيمة موقعة اليرموك التي فتح
الله
فيها للمسلمين أرض الروم وما وراءها.
ومن أجلِّ أعمال أبي بكر
جمع القرآن الكريم، وقد عهد بذلك إلى زيد بن
ثابت رضي الله عنه، فقام
بالأمر حتى كتب المصحف في صحف جُمعت كلها ووضعت
عند أبي بكر، حتى
انتقلت من بعده إلى عمر، ثم إلى عثمان رضي الله عنهم
أجمعين.
مرض
أبوبكر وتوفي في جمادى الآخر سنة 13هـ ودفن بجوار
الرسول ،
وكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر، وعهد
للخلافة من بعده إلى عمر بن
الخطاب رضي الله عنه.
اللهم ارض عن أبي بكر، واجزه الجزاء الأوفى؛
جزاء ما قدم للإسلام
والمسلمين.
seif eddin- المدير العام
- عدد مشآرڪآتي: : 32
عًٍـمـًرٌٍيَے• : 38
جْــنــسِےْ• :
بَــــلـــَـدِے• : setif
نْـقٌٍـآطُْـيَـے• : 75
تاريخ التسجيل : 22/03/2010
رد: أبو بكر الصديق رضي الله عنه
رضى الله عن أبى بكر الصديق و كل صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم..
جزاك الله خيرا
من فضائل أبي بكر الصديق كما في الصحيحين
روى البخاري :
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه و سلم فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم .
روى البخاري :
]عن ابن عباس رضي الله عنهما : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر ولكن أخي وصاحبي ).
روى البخاري ومسلم :
عن جبير بن مطعم قال : أتت امرأة النبي صلى الله عليه و سلم فأمرها أن ترجع إليه قالت أرأيت إن جئت ولم أجدك ؟ كأنها تقول الموت قال صلى الله عليه و سلم ( إن لم تجديني فأتي أبا بكر ) .
روى البخاري :
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال
: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه و سلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( أما صاحبكم فقد غامر ) . فسلم وقال إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى علي فأقبلت إليك فقال ( يغفر الله لك يا أبا بكر ) . ثلاثا ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل أثم أبو بكر فقالوا لا فأتى إلى النبي صلى الله عليه و سلم فسلم فجعل وجه النبي صلى الله عليه و سلم يتمعر حت أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال يا رسول الله والله أنا كنت أظلم مرتين فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق . وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركوا لي صاحبي ) . مرتين فما أوذي بعدها .
روى البخاري ومسلم:
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك ؟ قال ( عائشة ) . فقلت من الرجال ؟ فقال ( أبوها ) . قلت ثم من ؟ قال ( عمر بن الخطاب ) . فعد رجالا .
روى البخاري :
عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب - يعني الجنة - يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام وباب الريان ) . فقال أبو بكر ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة وقال هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال ( نعم وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر ) .
روى البخاري :
عن محمد ابن الحنفية قال : قلت لأبي أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال أبو بكر قلت ثم من ؟ قال ثم عمر وخشيت أن يقول عثمان قلت ثم أنت ؟ قال ما أنا إلا رجل من المسلمين .
روى البخاري :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال ( اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ) .
روى البخاري :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إني لواقف في قوم فدعوا لعمر بن الخطاب وقد وضع على سريره إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول رحمك الله إني كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك لأني كثيرا مما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( كنت وأبو بكر وعمر وفعلت وأبو بكر وعمر وانطلقت وأبو بكر وعمر ) . فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب .
°~¤«"§€Ñ!"»¤~°- غالية مميزة
- عدد مشآرڪآتي: : 7377
جْــنــسِےْ• :
بَــــلـــَـدِے• :
نْـقٌٍـآطُْـيَـے• : 17734
تاريخ التسجيل : 04/07/2009
رد: أبو بكر الصديق رضي الله عنه
•اللهم إني اسألك باسمك الأعظم أن تنصر إخوننا في فلسطين والعراق وفي كل مكان•
• أحبب من شئت فإنك مفارقه . وعمل ما شئت فإنك ملاقيه •
ليكن نبضك
لا إله إلا الله محمد رسول الله
رد: أبو بكر الصديق رضي الله عنه
مرسي ع الطرح الرائع
ربي لايحرمنا منك ومن جديدك الرائع
يعطيك ربي ألف عآفيهـ
تحياتي
ربي لايحرمنا منك ومن جديدك الرائع
يعطيك ربي ألف عآفيهـ
تحياتي
رد: أبو بكر الصديق رضي الله عنه
اللهمصلي على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
لا اله الا الله وحده لا شريك له
شكرا
لا اله الا الله وحده لا شريك له
شكرا
بسمة- مراقبة
- عدد مشآرڪآتي: : 2459
عًٍـمـًرٌٍيَے• : 28
جْــنــسِےْ• :
بَــــلـــَـدِے• : الجزائر ولاية تلمسان
نْـقٌٍـآطُْـيَـے• : 3306
تاريخ التسجيل : 18/12/2009
رد: أبو بكر الصديق رضي الله عنه
بارك الله فيك علي الموضوع
ismail12- المدير العام
- عدد مشآرڪآتي: : 2
عًٍـمـًرٌٍيَے• : 34
جْــنــسِےْ• :
بَــــلـــَـدِے• : الجزائر مليانة
نْـقٌٍـآطُْـيَـے• : 2
تاريخ التسجيل : 16/04/2011
مواضيع مماثلة
» فصل في حجة أبي بكر الصديق رضي الله عنه سنة تسع
» عائشة بنت الصديق رضي الله عنها
» اين هذا الصديق.....
» الصديق ساحب
» الصديق الحقيقي
» عائشة بنت الصديق رضي الله عنها
» اين هذا الصديق.....
» الصديق ساحب
» الصديق الحقيقي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى