الاعشاب الطبيعية داء ام دواء ارجوكم ادخلو
صفحة 1 من اصل 1
الاعشاب الطبيعية داء ام دواء ارجوكم ادخلو
الأعشاب الطبيعية دواءٌ أم داءٌ؟
أعشاب ملغومة بالكيماوي.. وخلطات التخسيس وأمراض الذكورة الأكثر خطورة
جدة: علي عبد الرؤوف
لم تسلم تجارة العطارة وبيع التركيبات العشبية من الغش وخداع من يلجأ إليهم للعلاج من الأمراض.
وظهرت على الساحة في الآونة الأخيرة تجارةٌ مربحةٌ، تجد تنافسا شديدا من المشتغلين فيها، على بطون الصحف والنشرات الدعائية التي تحفل بالكثير من الوصفات التي تتجاوز تأثيراتها المزعومة قدرات عفريت قنديل علاء الدين السحري. هناك من يدعي قدرته على معالجة ما استعصى على الطب علاجه من الأمراض، مما يجعل كثيرا من الناس ينبهرون بهذه الوصفات، ناهيك من المرضى الذين يتلهفون على كل بارقة أمل، ويتحملون أموالا باهظة أملا في أن تُخفِّفَ بلواهم ويعيشوا حياتهم بدون ألم.
في هذا التحقيق محاولة للتعرف على عالم الأعشاب المغشوشة، وأساليب الغش المتبعة والخطوات التي يتبعها بعض ضعاف النفوس، باختيار نوعيات رديئة من الأعشاب وخلطها بمواد كيماوية لأعطاء مفعول فوري في التحسن، لكنها عقب ذلك تؤدي إلى تردي حالة من يستعملها وقد يصعب إنقاذه، وربما يدفع حياته ثمناً بسبب تناولها. الدكتور محمد بن عبد الله الطفيل، رئيس قسم السموم وتحليل الأدوية والأعشاب بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض أوضح أن الأعشاب الطبيعية متنوعة وفوائدها عظيمة ومعروفة منذ القدم، مثل الحبة السوداء، التي قال عنها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: (الحبةُ السوداءُ شفاءٌ من كُلِّ داءٍ إلا السأم)، فهي تُستخدم لعلاج كثيرٍ من الأمراض وتزيد مناعة الجسم، كما أن اليانسون والكراوية والنعناع تفيد في عسر الهضم وإزالة الانتفاخ، أما السنامكي فيستعمل في علاج الإمساك، ووجد أن عشبة الستيفيا (stevis) الغنية بالعناصر الغذائية تخفف الرغبة في التدخين، وتساعد على إنقاص الوزن.
أعشاب كيماوية
* وعن استخدام الأعشاب الطبيعية، أردف الدكتور الطفيل قائلا: لا بد من توفر شروط خاصة في الأعشاب كي يستعملها الإنسان ويعتمد عليها في العلاج، مثل نوع الأعشاب ومكان زراعتها وريها بمياه مناسبة، كما يجب أن تكون بعد حصادها خالية من العوالق والحشرات، ويتم تخزينها في أماكن مناسبة كي لا تفقد خصائصها.
واشترط الدكتور الطفيل فيمن يصف الأعشاب أن يكون خبيرا بمكوناتها، وأن يصف الجرعة المناسبة للمريض، لأن عدم مناسبة الجرعة للمتعاطي تسبب آثارا ضارة. وذكر أنه بعد تحليل بعض الأعشاب المتوفرة في الأسواق وجد أنها مخلوطة بمواد كيماوية ضارة بالجسم وتؤدي لأمراض خطيرة، وقد تُسبِّبُ الوفاة، كما ثبت عند تحليل بعض الأعشاب، التي تستخدم كمقويات جنسية أنها مخلوطة بحبوب الفياغرا، وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
وبتحليل بعض الخلطات التي تستعمل كصبغات للشعر وجد أنها تحتوي على مواد كيماوية ضارة بالجلد، كما أنها تحتوي على نسب من الزئبق والرصاص، وتسبب أضرارا، مثل تساقط الشعر أو التهابات جلدية، وربما يصاب من يستعملها بالسرطان.
وحذر الدكتور الطفيل من امتلاء الساحة بوصفات يدعي أصحابها أنها سحرٌ في العلاج، وأنها عالجت أمراضا عجز عن علاجها الطب الحديث، ووصفها بالهراء والدجل، وطالب بمحاربة مروجيها حتى لا يكون ضررها مضاعفا.
وبسؤاله، هل كل الأعشاب التي نسمع عنها أو نراها مناسبة كعلاج؟ قال: للأسف ما نراه الآن يعتبر غشا، وأصبح بعض المتاجرين في الأعشاب يخلطونها بمواد كيماوية، مثل الفولتارين أو البنادول، وبعض المواد التي تُسكِّن الألم وبسببها يشعر مَن يتناولها بتحسن، اعتقادا منه بفاعلية وجودة هذه الوصفات، لكن الحقيقة هي أنه وقع ضحية للنصب وقلة الضمير، كما أن بعض هذه الأعشاب تحتوي على مواد مخدرة، مثل انفيتامين التي تسبب الإدمان عند استخدامها لفترات طويلة.
تجربة شخصية
* وعن الأعشاب ومخاطرها يتحدث سالم عبد الله عن تجربة عايشها وعانى بسببها كثيرا ويحكي هذه المعاناة قائلا: أصيبت زوجتي بفشل كلوي وعانت من الغسيل الكلوي كثيرا، فأشار عليَّ بعض المعارف أن أذهب إلى طبيب أعشاب معروف في جدة، وتوجهت إليه وهناك أحضر خلطة خاصة تتكون، حسب قوله، من عسل وإضافات أخرى، وفوجئت بأن ثمنها يبلغ 600 ريال وبعد إلحاح أخذت منه عينة للتجربة ثمنه 150 ريالا، وتمنيت أن يكون مفعولها جيدا، لكن بعد تناولها بيومين دخلت زوجتي في غيبوبة وهرعنا إلى المستشفى، وهناك تم إنقاذها بأعجوبة، حيث أجروا لها الإسعافات اللازمة وأفاقت من غيبوبتها واستقرت حالتها ولله الحمد، وأخبرنا الأطباء أن سبب هذه الغيبوبة هو ارتفاع البوتاسيوم في الدم بسبب أخذها أعشابا غير معروف محتواها، ولم يشرف على إعدادها متخصص.
وبعد هذه التجربة المريرة وأمام إلحاح زوجته ورغبتها في التخلص من ألمها وحرصه على شفائها، خاض تجربة أخرى وذهب إلى أحد العطارين يناديه الناس بلقب دكتور وأخبره عن حالة زوجته، فوصف له صفا من قوارير تحتوي على شراب غير معلوم محتواه، ودُهش سالم عندما شاهد كثرتها وسأله: أهذا كله علاج؟! فأخبره العطار: نعم، ولا بد من أخذ الكمية كاملةً، وبسؤاله عن ثمنها أخبره بـأن ثمنها حوالى 1600 ريال، وبعد إلحاحٍ باعه عينة بـ300 ريال، وبتجربتها لم ينفع زوجته، بعدها قرر ألا يخوض التجربة مرة أخرى حفاظًا على حياة زوجته، وتساءل مستنكرا، كيف يسمح لهؤلاء المدعين بالمخاطرة بحياة البشر واستغلالهم والاتجار في ما يضر الآخرين؟
الجنس والتخسيس
* سألت أحد باعة الأعشاب عن أفضل نوع أعشاب للتخسيس، فأحضر كيسا داخله مسحوق وأخبرني بأن هذا الدواء مُميزٌ ومُجربٌ، فسألته عن مكوناته فتلعثم، ونادى زميله وطلب منه إخباري عن مكونات هذا المسحوق وقال: هذه الخلطة عبارة عن عسل وإضافات عُشبية، ومصنوعة خصيصا بواسطة طبيبنا في لبنان، وتأخذ معها زجاجة خل طبيعي، وعن طريقة استعماله بادرني بقوله: يُعتبر هذا الدواء سحرا في العلاج، ولكن للأمانة لن تحسَّ بمفعوله إلا بعد أسبوعين من استعماله، وسينقص وزنك من كيلو إلى كيلوين في الأسبوع، وعن طريقة تناوله قال: يؤخذ المخلوط مرتين قبل الأكل الدسم بساعة، ثم بعد الأكل تشرب ملء غطاء من زجاجة خل التفاح، وستجد الفرق، وللعلم هذه الكمية تكفي شهرين، وثمنها مع الخل كان من قبل 115 ريالا، أما الآن فعليها تخفيضٌ وستكون بـ70 ريالا فقط، ثم مدَّ يده وتناول زجاجة صغيرة بها حوالي 50 ملل من الشراب لونه بني، وقال هذه خلطة سرية مقوية للجنس، وتؤخر عملية القذف وهذا علاج مُجرَّب ويطلبه كثيرون لمفعوله الأكيد، وقال: لا تخف فمكوناتها من الأعشاب الطبيعية، وبسؤاله عن مكوناتها وأضرارها قال: هذا سر المهنة، وأكد بثقة الخبير عدم وجود أضرار لهذا الدواء إطلاقًا.
نصيحة ذهبية
* وعن أضرار بعض الأعشاب وخطورتها على صحة الإنسان يعلق الدكتور محمد عبد المغني السيد، استشاري الكبد والجهاز الهضمي بمستشفى جدة الوطني قائلا: إن الأعشاب الطبية فوائدها معروفة منذ القدم، لكن الطريقة التي يتم بها تناول الأعشاب خاطئة فلا بد أن تخضع الأعشاب لأسلوب علمي ودراسات وتحاليل كي تتمُّ فائدتُها، كما اشترط مُناسبة الجرعة للمريض حرصا على سلامته.
وبيَّن أن هناك أدوية مُستخلصة من العُشب مثل (سيلي مارين) الذي يتناوله مريض الكبد ويعمل هذا الدواء على تنشيط الكبد فقط، لكنه لا يعالج المرض، كما أن هناك أدوية مستخلصة من الحبة الصفراء (D.D.B) تقلل أنزيمات الكبد، وأوضح أن تناول أدوية عشبية، غير مطابقة للمواصفات أو غير معروفة المصدر أو المحتويات، قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
ويستبعد الدكتور عبد الغني عبد اللطيف المحاضر بالمعهد السعودي الألماني بجدة استعماله للأعشاب الطبيعية، التي تباع في محلات العطارة ومجهولة المصدر ويقول: لا أثق في الأعشاب إلا إذا اشتريتها من الصيدليات، وتكون مرخصة من وزارة الصحة، أما غيرها فلا.
وأكد عبد المغني ضرورة أن تحمل الوصفات الطبية ترخيصا طبيا حتى لا تؤدي لمضاعفات تهدد من يتعاطاها، واستشهد بمريض وصل إلى المستشفى يُعاني من التهاب حاد في الكبد، وبإجراء التحاليل اللازمة له أظهرت النتائج ارتفاعا في إنزيمات الكبد عن الحد الطبيعي حوالي عشرة أضعاف، وكان سبب ذلك خلطة الأعشاب التي تناولها، وتم علاجه، ولولا عناية الله لأدت هذه الخلطة إلى فشل كلوي يظل المريض يعاني منه طول حياته.
وعن التعامل مع تجار الأعشاب وخلطاتهم يقول سليمان الخليل، وهو مشرف تربوي في وزارة التربية والتعليم: إن علاج هذه الظاهرة يقع على عاتق الإعلام، ولا بد من إعداد البرامج واللقاءات الحوارية مع المتخصصين لبيان أضرار ومخاطر هذه الوصفات، وكشف زيف هؤلاء المعالجين الدجالين والتحذير من التعامل معهم، كما يقع على وزارة التجارة جزءٌ من المسؤولية في الحد من انتشار هذه الوصفات في المحلات التي تبيعها بدون ترخيص طبي، وطالب بتغريمها حفاظا على أرواح المواطنين، وكذلك لوزارة الصحة دور رئيس في التأكد من صحة مكونات هذه الوصفات، ومدى مطابقتها للعلاج.
ويبقى السؤال.. هل يمكن تنظيم بيع الأعشاب الطبيعية بعد إخضاعها للأبحاث والتحاليل كي تعمُّ فائدتها ويتم تجنب ما تحدثه من مشاكل لأبرياء؟
لم تسلم تجارة العطارة وبيع التركيبات العشبية من الغش وخداع من يلجأ إليهم للعلاج من الأمراض.
وظهرت على الساحة في الآونة الأخيرة تجارةٌ مربحةٌ، تجد تنافسا شديدا من المشتغلين فيها، على بطون الصحف والنشرات الدعائية التي تحفل بالكثير من الوصفات التي تتجاوز تأثيراتها المزعومة قدرات عفريت قنديل علاء الدين السحري. هناك من يدعي قدرته على معالجة ما استعصى على الطب علاجه من الأمراض، مما يجعل كثيرا من الناس ينبهرون بهذه الوصفات، ناهيك من المرضى الذين يتلهفون على كل بارقة أمل، ويتحملون أموالا باهظة أملا في أن تُخفِّفَ بلواهم ويعيشوا حياتهم بدون ألم.
في هذا التحقيق محاولة للتعرف على عالم الأعشاب المغشوشة، وأساليب الغش المتبعة والخطوات التي يتبعها بعض ضعاف النفوس، باختيار نوعيات رديئة من الأعشاب وخلطها بمواد كيماوية لأعطاء مفعول فوري في التحسن، لكنها عقب ذلك تؤدي إلى تردي حالة من يستعملها وقد يصعب إنقاذه، وربما يدفع حياته ثمناً بسبب تناولها. الدكتور محمد بن عبد الله الطفيل، رئيس قسم السموم وتحليل الأدوية والأعشاب بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض أوضح أن الأعشاب الطبيعية متنوعة وفوائدها عظيمة ومعروفة منذ القدم، مثل الحبة السوداء، التي قال عنها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: (الحبةُ السوداءُ شفاءٌ من كُلِّ داءٍ إلا السأم)، فهي تُستخدم لعلاج كثيرٍ من الأمراض وتزيد مناعة الجسم، كما أن اليانسون والكراوية والنعناع تفيد في عسر الهضم وإزالة الانتفاخ، أما السنامكي فيستعمل في علاج الإمساك، ووجد أن عشبة الستيفيا (stevis) الغنية بالعناصر الغذائية تخفف الرغبة في التدخين، وتساعد على إنقاص الوزن.
أعشاب كيماوية
* وعن استخدام الأعشاب الطبيعية، أردف الدكتور الطفيل قائلا: لا بد من توفر شروط خاصة في الأعشاب كي يستعملها الإنسان ويعتمد عليها في العلاج، مثل نوع الأعشاب ومكان زراعتها وريها بمياه مناسبة، كما يجب أن تكون بعد حصادها خالية من العوالق والحشرات، ويتم تخزينها في أماكن مناسبة كي لا تفقد خصائصها.
واشترط الدكتور الطفيل فيمن يصف الأعشاب أن يكون خبيرا بمكوناتها، وأن يصف الجرعة المناسبة للمريض، لأن عدم مناسبة الجرعة للمتعاطي تسبب آثارا ضارة. وذكر أنه بعد تحليل بعض الأعشاب المتوفرة في الأسواق وجد أنها مخلوطة بمواد كيماوية ضارة بالجسم وتؤدي لأمراض خطيرة، وقد تُسبِّبُ الوفاة، كما ثبت عند تحليل بعض الأعشاب، التي تستخدم كمقويات جنسية أنها مخلوطة بحبوب الفياغرا، وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
وبتحليل بعض الخلطات التي تستعمل كصبغات للشعر وجد أنها تحتوي على مواد كيماوية ضارة بالجلد، كما أنها تحتوي على نسب من الزئبق والرصاص، وتسبب أضرارا، مثل تساقط الشعر أو التهابات جلدية، وربما يصاب من يستعملها بالسرطان.
وحذر الدكتور الطفيل من امتلاء الساحة بوصفات يدعي أصحابها أنها سحرٌ في العلاج، وأنها عالجت أمراضا عجز عن علاجها الطب الحديث، ووصفها بالهراء والدجل، وطالب بمحاربة مروجيها حتى لا يكون ضررها مضاعفا.
وبسؤاله، هل كل الأعشاب التي نسمع عنها أو نراها مناسبة كعلاج؟ قال: للأسف ما نراه الآن يعتبر غشا، وأصبح بعض المتاجرين في الأعشاب يخلطونها بمواد كيماوية، مثل الفولتارين أو البنادول، وبعض المواد التي تُسكِّن الألم وبسببها يشعر مَن يتناولها بتحسن، اعتقادا منه بفاعلية وجودة هذه الوصفات، لكن الحقيقة هي أنه وقع ضحية للنصب وقلة الضمير، كما أن بعض هذه الأعشاب تحتوي على مواد مخدرة، مثل انفيتامين التي تسبب الإدمان عند استخدامها لفترات طويلة.
تجربة شخصية
* وعن الأعشاب ومخاطرها يتحدث سالم عبد الله عن تجربة عايشها وعانى بسببها كثيرا ويحكي هذه المعاناة قائلا: أصيبت زوجتي بفشل كلوي وعانت من الغسيل الكلوي كثيرا، فأشار عليَّ بعض المعارف أن أذهب إلى طبيب أعشاب معروف في جدة، وتوجهت إليه وهناك أحضر خلطة خاصة تتكون، حسب قوله، من عسل وإضافات أخرى، وفوجئت بأن ثمنها يبلغ 600 ريال وبعد إلحاح أخذت منه عينة للتجربة ثمنه 150 ريالا، وتمنيت أن يكون مفعولها جيدا، لكن بعد تناولها بيومين دخلت زوجتي في غيبوبة وهرعنا إلى المستشفى، وهناك تم إنقاذها بأعجوبة، حيث أجروا لها الإسعافات اللازمة وأفاقت من غيبوبتها واستقرت حالتها ولله الحمد، وأخبرنا الأطباء أن سبب هذه الغيبوبة هو ارتفاع البوتاسيوم في الدم بسبب أخذها أعشابا غير معروف محتواها، ولم يشرف على إعدادها متخصص.
وبعد هذه التجربة المريرة وأمام إلحاح زوجته ورغبتها في التخلص من ألمها وحرصه على شفائها، خاض تجربة أخرى وذهب إلى أحد العطارين يناديه الناس بلقب دكتور وأخبره عن حالة زوجته، فوصف له صفا من قوارير تحتوي على شراب غير معلوم محتواه، ودُهش سالم عندما شاهد كثرتها وسأله: أهذا كله علاج؟! فأخبره العطار: نعم، ولا بد من أخذ الكمية كاملةً، وبسؤاله عن ثمنها أخبره بـأن ثمنها حوالى 1600 ريال، وبعد إلحاحٍ باعه عينة بـ300 ريال، وبتجربتها لم ينفع زوجته، بعدها قرر ألا يخوض التجربة مرة أخرى حفاظًا على حياة زوجته، وتساءل مستنكرا، كيف يسمح لهؤلاء المدعين بالمخاطرة بحياة البشر واستغلالهم والاتجار في ما يضر الآخرين؟
الجنس والتخسيس
* سألت أحد باعة الأعشاب عن أفضل نوع أعشاب للتخسيس، فأحضر كيسا داخله مسحوق وأخبرني بأن هذا الدواء مُميزٌ ومُجربٌ، فسألته عن مكوناته فتلعثم، ونادى زميله وطلب منه إخباري عن مكونات هذا المسحوق وقال: هذه الخلطة عبارة عن عسل وإضافات عُشبية، ومصنوعة خصيصا بواسطة طبيبنا في لبنان، وتأخذ معها زجاجة خل طبيعي، وعن طريقة استعماله بادرني بقوله: يُعتبر هذا الدواء سحرا في العلاج، ولكن للأمانة لن تحسَّ بمفعوله إلا بعد أسبوعين من استعماله، وسينقص وزنك من كيلو إلى كيلوين في الأسبوع، وعن طريقة تناوله قال: يؤخذ المخلوط مرتين قبل الأكل الدسم بساعة، ثم بعد الأكل تشرب ملء غطاء من زجاجة خل التفاح، وستجد الفرق، وللعلم هذه الكمية تكفي شهرين، وثمنها مع الخل كان من قبل 115 ريالا، أما الآن فعليها تخفيضٌ وستكون بـ70 ريالا فقط، ثم مدَّ يده وتناول زجاجة صغيرة بها حوالي 50 ملل من الشراب لونه بني، وقال هذه خلطة سرية مقوية للجنس، وتؤخر عملية القذف وهذا علاج مُجرَّب ويطلبه كثيرون لمفعوله الأكيد، وقال: لا تخف فمكوناتها من الأعشاب الطبيعية، وبسؤاله عن مكوناتها وأضرارها قال: هذا سر المهنة، وأكد بثقة الخبير عدم وجود أضرار لهذا الدواء إطلاقًا.
نصيحة ذهبية
* وعن أضرار بعض الأعشاب وخطورتها على صحة الإنسان يعلق الدكتور محمد عبد المغني السيد، استشاري الكبد والجهاز الهضمي بمستشفى جدة الوطني قائلا: إن الأعشاب الطبية فوائدها معروفة منذ القدم، لكن الطريقة التي يتم بها تناول الأعشاب خاطئة فلا بد أن تخضع الأعشاب لأسلوب علمي ودراسات وتحاليل كي تتمُّ فائدتُها، كما اشترط مُناسبة الجرعة للمريض حرصا على سلامته.
وبيَّن أن هناك أدوية مُستخلصة من العُشب مثل (سيلي مارين) الذي يتناوله مريض الكبد ويعمل هذا الدواء على تنشيط الكبد فقط، لكنه لا يعالج المرض، كما أن هناك أدوية مستخلصة من الحبة الصفراء (D.D.B) تقلل أنزيمات الكبد، وأوضح أن تناول أدوية عشبية، غير مطابقة للمواصفات أو غير معروفة المصدر أو المحتويات، قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
ويستبعد الدكتور عبد الغني عبد اللطيف المحاضر بالمعهد السعودي الألماني بجدة استعماله للأعشاب الطبيعية، التي تباع في محلات العطارة ومجهولة المصدر ويقول: لا أثق في الأعشاب إلا إذا اشتريتها من الصيدليات، وتكون مرخصة من وزارة الصحة، أما غيرها فلا.
وأكد عبد المغني ضرورة أن تحمل الوصفات الطبية ترخيصا طبيا حتى لا تؤدي لمضاعفات تهدد من يتعاطاها، واستشهد بمريض وصل إلى المستشفى يُعاني من التهاب حاد في الكبد، وبإجراء التحاليل اللازمة له أظهرت النتائج ارتفاعا في إنزيمات الكبد عن الحد الطبيعي حوالي عشرة أضعاف، وكان سبب ذلك خلطة الأعشاب التي تناولها، وتم علاجه، ولولا عناية الله لأدت هذه الخلطة إلى فشل كلوي يظل المريض يعاني منه طول حياته.
وعن التعامل مع تجار الأعشاب وخلطاتهم يقول سليمان الخليل، وهو مشرف تربوي في وزارة التربية والتعليم: إن علاج هذه الظاهرة يقع على عاتق الإعلام، ولا بد من إعداد البرامج واللقاءات الحوارية مع المتخصصين لبيان أضرار ومخاطر هذه الوصفات، وكشف زيف هؤلاء المعالجين الدجالين والتحذير من التعامل معهم، كما يقع على وزارة التجارة جزءٌ من المسؤولية في الحد من انتشار هذه الوصفات في المحلات التي تبيعها بدون ترخيص طبي، وطالب بتغريمها حفاظا على أرواح المواطنين، وكذلك لوزارة الصحة دور رئيس في التأكد من صحة مكونات هذه الوصفات، ومدى مطابقتها للعلاج.
ويبقى السؤال.. هل يمكن تنظيم بيع الأعشاب الطبيعية بعد إخضاعها للأبحاث والتحاليل كي تعمُّ فائدتها ويتم تجنب ما تحدثه من مشاكل لأبرياء؟
بسمة- مراقبة
- عدد مشآرڪآتي: : 2459
عًٍـمـًرٌٍيَے• : 29
جْــنــسِےْ• :
بَــــلـــَـدِے• : الجزائر ولاية تلمسان
نْـقٌٍـآطُْـيَـے• : 3306
تاريخ التسجيل : 18/12/2009
رد: الاعشاب الطبيعية داء ام دواء ارجوكم ادخلو
اي انا هههههههههههه لا تبخلو بالردود
بسمة- مراقبة
- عدد مشآرڪآتي: : 2459
عًٍـمـًرٌٍيَے• : 29
جْــنــسِےْ• :
بَــــلـــَـدِے• : الجزائر ولاية تلمسان
نْـقٌٍـآطُْـيَـے• : 3306
تاريخ التسجيل : 18/12/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى