المسلم والإيجابية في عصرنا ............
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المسلم والإيجابية في عصرنا ............
المسلم
إنسان إيجابي يكره السلبية والإمعية , ويسعى لإصلاح الكون بكل ما يملك ؛
لأنه يدرك أن الإيجابية هي الروح التي تدبُّ في الأفراد فتجعل لهم قيمةً
في الحياة، وتدب في المجتمع فتجعله مجتمعًا نابضًا بالحياة، وهي الهادي
الذي لا يضل الطريق، والأمل الذي لا يتبدد، والمطية التي لا تكبو، وهي
صمام أمان للجميع، وهي جماع عدة أمور من أمرٍ بالمعروف ونهيٍ عن المنكر،
وبرٍّ ووفاءٍ وصدقِ عهد مع الله .
والإيجابية تعني الاستجابة والتلبية,
والطاعة والمسارعة إلى الخير, ومنها قول الحق : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا
يُحْيِيكُمْ﴾ سورة الأنفال: 24 .
وعندما أسمع أن الله ينادي عباده
استجيبوا, فإني أجد أن الاستجابة لنداء الله واجبةٌ, وهي سداة الايجابية
ولحمتها , وأن أحدًا ممن يسمع كلام الله استجابوا غير معذور إذا لم
يستجب،بل إنه إذا لم يستجب مع أنه قادر على أن يستجيب أصبح عاصيًا لله
تبارك وتعالى، وتلبُّسه بالمعصية نكوصًا وإحجامًا يجعله موضع غضب الله
تبارك وتعالى ونقمته، فالاستجابة إذًا ضرورةٌ شرعيةٌ, وهي أيضًا ضرورة
حياتية لا يمكن أن تستقيم الحياة بدونها.
وتكمن أهمية الإيجابية- فيما نرى- في أنها:
1- تمنع من الانحراف في الدين:
مشكلة
أي دين تكمن في الابتداع فيه؛ لذلك حذَّر النبي- صلى الله عليه وآله وسلم-
منه، بل هدَّد وأوعد من يقدم على هذا الفعل فقال: \"مَنْ أَحْيَا سُنَّةً
مِنْ سُنَّتِي فَعَمِلَ بِهَا النَّاسُ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ
عَمِلَ بِهَا لاَ يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ ابْتَدَعَ
بِدْعَةً فَعُمِلَ بِهَا كَانَ عَلَيْهِ أَوْزَارُ مَنْ عَمِلَ بِهَا لاَ
يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِ مَنْ عَمِلَ بِهَا شَيْئًا. أخرجه ابن ماجه في
\"المقدمة\"، باب: \"من أحيا سنة قد أميتت\"، ح (205)، وصححه الألباني في
\"صحيح سنن ابن ماجه\"، (209)..
والبدعة لا تقوم ولا تظهر إلا عند غفلة
أهل الحق وقعودهم عن القيام بالمسئولية المنوطة بهم، المعلَّقة في
أعناقهم، فإذا وَجَدَتْ عند ابتدائها من يردها فإنها ترجع مدحورةً إلى
جحرها، ولا تزال تطل برأسها بين الحين والآخر، وتنظر من طرف خفي حتى تجد
الغفلة والسهو من أهل الحق فتعود من جديد.
2- تعمل على تصحيح المفاهيم:
المجتمع
الإنساني تتفاوت فيه مستويات الفهم؛ فهناك مَن يسير على الجادة وهناك من
ينحرف به الطريق، والمجتمع الإسلامي ليس بدعًا في هذا الأمر، ولكن ما
العاصم إذا ما حدث انحراف في الفهم ؟.
هنا لم يتركنا الإسلام
للأهواء تتقاذفنا حيث تشاء، ولكنه وضح لنا المنهج؛ حيث قال رسول الله- صلى
الله عليه وسلم-: \"يَا أَيُّهَا النَّاسُ.. إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ
مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللهِ، وَعِتْرَتِي
أَهْلَ بَيْتِي \" . أخرجه الترمذي في \"المناقب\"، باب: \"مناقب أهل بيت
النبي صلى الله عليه وسلم\"، ح (3718)، قال الترمذي: وَهَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وصححه الألباني في \"صحيح سنن
الترمذي\"، ح (3786..
فنرى هنا أن الفهم الصحيح يعتمد على شقين: شق
نظري، وشق تطبيقي. أما النظري فهو كتاب الله، وأما العملي فهم القائمون
على تطبيق ما جاء في كتاب الله، وعلى رأس هؤلاء عترة النبي صلى الله عليه
وسلم.
ولو أن الأمر ترك هكذا؛ كلٌّ يفعل ما يراه صوابًا دون مرجعية
من العلماء العاملين الذين يقفون بالمرصاد لكل من أخطأ الطريق، لوجدنا أن
الإسلام يتشعب بعدد الآراء والأهواء.
3- تمنع من عذاب الله عز وجل:
المسلم
الفطن هو الذي يعرف كيف يقي نفسه من السوء، بل ويقي غيره منه، وأعظم السوء
أن يحلَّ بقوم غضب الله وعقابه وانتقامه لذنوبٍ اقترفوها ولم يرجعوا عنها.
ولا
يحل العذاب بقوم إلا إذا فشا فيهم المنكر، غير عابئين بنصح ناصح أو إرشاد
مرشد، والطامة الكبرى أن يقع الجميع في المنكر ولا يوجد مَن يردهم عنه.
ولا
شكَّ أن الذي يتحرك لتغيير المنكر هو الذي ينجيه الله- عز وجل- من سوء
العذاب، ويتضح هذا من تلك القصة التي أمر الله- عز وجل- رسوله محمدًا صلى
الله عليه وسلم أن يذكِّر اليهود بها، فقال: ﴿وَاسْأَلْهُمْ عَنْ
الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي
السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا
وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا
كَانُوا يَفْسُقُونَ (163) وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ
تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا
شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
(164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ
يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ
بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165 (سورة الأعراف .
4- تحافظ على المجتمع من عوامل الضعف:
المجتمع
البشري كالأفراد تمامًا بتمام؛ يصيبه ما يصيبهم، والعلاقة بين المجتمعات
والأفراد علاقة طردية؛ فكلما حسنت حالة الأفراد حسنت حالة المجتمعات،
والعكس بالعكس؛ لأن المجتمع ما هو إلا أفراد البشر الذين تجمعهم علاقات
وروابط وأهداف واحدة، ويعيشون في صعيد واحد.
فإذا كانت الأهداف
والغايات ساميةً، والوسائل مشروعةً، والتصورات واحدةً، والتعاون بين
الأفراد قائمًا، فهذا مجتمع قوي يقوم على أسس سليمة متينة.
أما إذا
انحطت الغايات، واستُخدمت الوسائل المشروعة وغير المشروعة، وحدث اختلاف في
التصورات، فالنتيجة الحتمية أنه لا تعاون بين أفراد هذا المجتمع؛ مما يكون
مؤشرًا على ضعفه.
فالإيجابية هي التي تبني الفرد بناءً سليمًا، وإذا
شعر الفرد بمسئوليته تجاه مجتمعه أهمَّه ما قد يجده من سلبيات فيه، فيعمل
على تغييرها أو إزالتها بالتعاون مع مَن ينتهجون نفس المنهج وتجمعهم نفس
التصورات.
5- تُعرِّف المرء ما له من حقوق وما عليه من واجبات:
يعيش
المرء في مجتمعه من خلال شبكة معقدة من العلاقات، ولا بد من وجود قواعد
تنظِّم تلك العلاقات، والقاعدة المحكمة هي أن يعرف المرء ما له من حقوق
وما عليه من واجبات؛ فلا يعيش ينتظر من الآخرين ما عليهم تجاهه من حقوق
وينسى الواجبات المنوطة به، ولكن كما يأخذ يعطي، فلا ينتظر الولد- مثلاً-
أن يلبيَ أبوه كل ما يرغب فيه، وفي المقابل يضن على أبيه ببرِّه والإحسان
إليه، ولا ينتظر الزوج كذلك أن يأخذ حقوقه من زوجته كاملةً غير منقوصة دون
أن يعترف بالواجبات المعلَّقة بعنقه تجاهها، وهكذا على كل المستويات
والأصعدة.
فالسلبي هو الذي لا يرى لغيره حقوقًا عليه، وفي المقابل يحب
أن يأخذ كل ما يراه حقوقًا مكتسبةً له، ويضيق صدره ويتبرم إذا قصَّر أحد
معه أو منعه ما يراه حقًّا له.
روي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه عين
عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاضياً على المدينة، فمكث عمر بن الخطاب رضي
الله عنه سنة كاملة لم يختصم إليه اثنان، لم يعقد جلسة قضاء واحدة، وعندها
طلب من أبي بكر الصديق إعفاءه من القضاء، فقال أبو بكر لعمر: أمن مشقة
القضاء تطلب الإعفاء يا عمر؟ قال عمر: لا يا خليفة رسول الله، ولكن لا
حاجة لي عند قوم مؤمنين عرف كل منهم ما له من حق فلم يطلب أكثر منه، وما
عليه من واجب فلم يقصر في أدائه، أحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه، إذا غاب
أحدهم تفقدوه، وإذا مرض عادوه، وإذا افتقر أعانوه، وإذا احتاج ساعدوه،
وإذا أصيب عزوه وواسوه، دينهم النصيحة، وخلتهم الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر، ففيم يختصمون؟.
6- تجعل المرء يتحمَّل مصاعب الحياة ويتغلَّب عليها:
الحياة لا تسير دائمًا على وتيرةٍ واحدة؛ فيوم حلو وآخر مر، وكما قال الشاعر أبو البقاء الرندي:
لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ * * * فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ
هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ * * * مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ
إنسان إيجابي يكره السلبية والإمعية , ويسعى لإصلاح الكون بكل ما يملك ؛
لأنه يدرك أن الإيجابية هي الروح التي تدبُّ في الأفراد فتجعل لهم قيمةً
في الحياة، وتدب في المجتمع فتجعله مجتمعًا نابضًا بالحياة، وهي الهادي
الذي لا يضل الطريق، والأمل الذي لا يتبدد، والمطية التي لا تكبو، وهي
صمام أمان للجميع، وهي جماع عدة أمور من أمرٍ بالمعروف ونهيٍ عن المنكر،
وبرٍّ ووفاءٍ وصدقِ عهد مع الله .
والإيجابية تعني الاستجابة والتلبية,
والطاعة والمسارعة إلى الخير, ومنها قول الحق : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا
يُحْيِيكُمْ﴾ سورة الأنفال: 24 .
وعندما أسمع أن الله ينادي عباده
استجيبوا, فإني أجد أن الاستجابة لنداء الله واجبةٌ, وهي سداة الايجابية
ولحمتها , وأن أحدًا ممن يسمع كلام الله استجابوا غير معذور إذا لم
يستجب،بل إنه إذا لم يستجب مع أنه قادر على أن يستجيب أصبح عاصيًا لله
تبارك وتعالى، وتلبُّسه بالمعصية نكوصًا وإحجامًا يجعله موضع غضب الله
تبارك وتعالى ونقمته، فالاستجابة إذًا ضرورةٌ شرعيةٌ, وهي أيضًا ضرورة
حياتية لا يمكن أن تستقيم الحياة بدونها.
وتكمن أهمية الإيجابية- فيما نرى- في أنها:
1- تمنع من الانحراف في الدين:
مشكلة
أي دين تكمن في الابتداع فيه؛ لذلك حذَّر النبي- صلى الله عليه وآله وسلم-
منه، بل هدَّد وأوعد من يقدم على هذا الفعل فقال: \"مَنْ أَحْيَا سُنَّةً
مِنْ سُنَّتِي فَعَمِلَ بِهَا النَّاسُ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ
عَمِلَ بِهَا لاَ يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ ابْتَدَعَ
بِدْعَةً فَعُمِلَ بِهَا كَانَ عَلَيْهِ أَوْزَارُ مَنْ عَمِلَ بِهَا لاَ
يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِ مَنْ عَمِلَ بِهَا شَيْئًا. أخرجه ابن ماجه في
\"المقدمة\"، باب: \"من أحيا سنة قد أميتت\"، ح (205)، وصححه الألباني في
\"صحيح سنن ابن ماجه\"، (209)..
والبدعة لا تقوم ولا تظهر إلا عند غفلة
أهل الحق وقعودهم عن القيام بالمسئولية المنوطة بهم، المعلَّقة في
أعناقهم، فإذا وَجَدَتْ عند ابتدائها من يردها فإنها ترجع مدحورةً إلى
جحرها، ولا تزال تطل برأسها بين الحين والآخر، وتنظر من طرف خفي حتى تجد
الغفلة والسهو من أهل الحق فتعود من جديد.
2- تعمل على تصحيح المفاهيم:
المجتمع
الإنساني تتفاوت فيه مستويات الفهم؛ فهناك مَن يسير على الجادة وهناك من
ينحرف به الطريق، والمجتمع الإسلامي ليس بدعًا في هذا الأمر، ولكن ما
العاصم إذا ما حدث انحراف في الفهم ؟.
هنا لم يتركنا الإسلام
للأهواء تتقاذفنا حيث تشاء، ولكنه وضح لنا المنهج؛ حيث قال رسول الله- صلى
الله عليه وسلم-: \"يَا أَيُّهَا النَّاسُ.. إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ
مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللهِ، وَعِتْرَتِي
أَهْلَ بَيْتِي \" . أخرجه الترمذي في \"المناقب\"، باب: \"مناقب أهل بيت
النبي صلى الله عليه وسلم\"، ح (3718)، قال الترمذي: وَهَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وصححه الألباني في \"صحيح سنن
الترمذي\"، ح (3786..
فنرى هنا أن الفهم الصحيح يعتمد على شقين: شق
نظري، وشق تطبيقي. أما النظري فهو كتاب الله، وأما العملي فهم القائمون
على تطبيق ما جاء في كتاب الله، وعلى رأس هؤلاء عترة النبي صلى الله عليه
وسلم.
ولو أن الأمر ترك هكذا؛ كلٌّ يفعل ما يراه صوابًا دون مرجعية
من العلماء العاملين الذين يقفون بالمرصاد لكل من أخطأ الطريق، لوجدنا أن
الإسلام يتشعب بعدد الآراء والأهواء.
3- تمنع من عذاب الله عز وجل:
المسلم
الفطن هو الذي يعرف كيف يقي نفسه من السوء، بل ويقي غيره منه، وأعظم السوء
أن يحلَّ بقوم غضب الله وعقابه وانتقامه لذنوبٍ اقترفوها ولم يرجعوا عنها.
ولا
يحل العذاب بقوم إلا إذا فشا فيهم المنكر، غير عابئين بنصح ناصح أو إرشاد
مرشد، والطامة الكبرى أن يقع الجميع في المنكر ولا يوجد مَن يردهم عنه.
ولا
شكَّ أن الذي يتحرك لتغيير المنكر هو الذي ينجيه الله- عز وجل- من سوء
العذاب، ويتضح هذا من تلك القصة التي أمر الله- عز وجل- رسوله محمدًا صلى
الله عليه وسلم أن يذكِّر اليهود بها، فقال: ﴿وَاسْأَلْهُمْ عَنْ
الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي
السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا
وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا
كَانُوا يَفْسُقُونَ (163) وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ
تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا
شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
(164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ
يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ
بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165 (سورة الأعراف .
4- تحافظ على المجتمع من عوامل الضعف:
المجتمع
البشري كالأفراد تمامًا بتمام؛ يصيبه ما يصيبهم، والعلاقة بين المجتمعات
والأفراد علاقة طردية؛ فكلما حسنت حالة الأفراد حسنت حالة المجتمعات،
والعكس بالعكس؛ لأن المجتمع ما هو إلا أفراد البشر الذين تجمعهم علاقات
وروابط وأهداف واحدة، ويعيشون في صعيد واحد.
فإذا كانت الأهداف
والغايات ساميةً، والوسائل مشروعةً، والتصورات واحدةً، والتعاون بين
الأفراد قائمًا، فهذا مجتمع قوي يقوم على أسس سليمة متينة.
أما إذا
انحطت الغايات، واستُخدمت الوسائل المشروعة وغير المشروعة، وحدث اختلاف في
التصورات، فالنتيجة الحتمية أنه لا تعاون بين أفراد هذا المجتمع؛ مما يكون
مؤشرًا على ضعفه.
فالإيجابية هي التي تبني الفرد بناءً سليمًا، وإذا
شعر الفرد بمسئوليته تجاه مجتمعه أهمَّه ما قد يجده من سلبيات فيه، فيعمل
على تغييرها أو إزالتها بالتعاون مع مَن ينتهجون نفس المنهج وتجمعهم نفس
التصورات.
5- تُعرِّف المرء ما له من حقوق وما عليه من واجبات:
يعيش
المرء في مجتمعه من خلال شبكة معقدة من العلاقات، ولا بد من وجود قواعد
تنظِّم تلك العلاقات، والقاعدة المحكمة هي أن يعرف المرء ما له من حقوق
وما عليه من واجبات؛ فلا يعيش ينتظر من الآخرين ما عليهم تجاهه من حقوق
وينسى الواجبات المنوطة به، ولكن كما يأخذ يعطي، فلا ينتظر الولد- مثلاً-
أن يلبيَ أبوه كل ما يرغب فيه، وفي المقابل يضن على أبيه ببرِّه والإحسان
إليه، ولا ينتظر الزوج كذلك أن يأخذ حقوقه من زوجته كاملةً غير منقوصة دون
أن يعترف بالواجبات المعلَّقة بعنقه تجاهها، وهكذا على كل المستويات
والأصعدة.
فالسلبي هو الذي لا يرى لغيره حقوقًا عليه، وفي المقابل يحب
أن يأخذ كل ما يراه حقوقًا مكتسبةً له، ويضيق صدره ويتبرم إذا قصَّر أحد
معه أو منعه ما يراه حقًّا له.
روي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه عين
عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاضياً على المدينة، فمكث عمر بن الخطاب رضي
الله عنه سنة كاملة لم يختصم إليه اثنان، لم يعقد جلسة قضاء واحدة، وعندها
طلب من أبي بكر الصديق إعفاءه من القضاء، فقال أبو بكر لعمر: أمن مشقة
القضاء تطلب الإعفاء يا عمر؟ قال عمر: لا يا خليفة رسول الله، ولكن لا
حاجة لي عند قوم مؤمنين عرف كل منهم ما له من حق فلم يطلب أكثر منه، وما
عليه من واجب فلم يقصر في أدائه، أحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه، إذا غاب
أحدهم تفقدوه، وإذا مرض عادوه، وإذا افتقر أعانوه، وإذا احتاج ساعدوه،
وإذا أصيب عزوه وواسوه، دينهم النصيحة، وخلتهم الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر، ففيم يختصمون؟.
6- تجعل المرء يتحمَّل مصاعب الحياة ويتغلَّب عليها:
الحياة لا تسير دائمًا على وتيرةٍ واحدة؛ فيوم حلو وآخر مر، وكما قال الشاعر أبو البقاء الرندي:
لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ * * * فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ
هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ * * * مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى