خارج عن النص - صحافة أم سخافة

أهلا وسهلا بكم في ( ¦¦ منتدى الصحافة والاعلام¦¦ )

خارج عن النص - صحافة أم سخافة Dividers_105

خارج عن النص - صحافة أم سخافة As01120701009sd

خارج عن النص - صحافة أم سخافة

الصحافة الالكترونية ثورة ، لا أحد يستطيع أن يشكك في نجاعتها ثورة بدأها المدونون وانتهت بالصحف الالكترونية والمواقع الاعلامية واسعة الانتشار .
حتى أن الكثير من الصحف الكبيرة في الغرب توجهت إلى صحافة الانترنت واكتفت بموقع الجريدة على الشبكة ومن ثم استغنت تدريجياً عن الجريدة المطبوعة .
الأمر الذي يثبت وبشكل مباشر أن الصحافة الالكترونية أخذت حيزاً كبيراً جداً في عالم الصحافة اليوم ، ولا شك أيضاً أنها من حوّل المرئي والمسموع والمقرؤ إلى مباح في وسيلة إعلام واحدة .
كل هذه الأسباب مجتمعة إضافة إلى سهولة النشر وسرعته ساهمت وبشكل جدي إلى وضع أساس قوي لثورة جديدة في عالم الصحافة والإعلام .

من هو الصحفي :

للأسف الشديد رغم أن الثورة نجحت إلا أن الثائر قتل ، هذا على الأقل هو رأيي في صحافة الانترنت إذ صح التعبير أن نسميها صحافة .
الحدود الثابته بين الصحافي والإنسان العادي التي وضعتها الأسس المهنية للصحافة الورقية المكتوبة بدأت تختفي شيئاً فشيئاً ..
فالصحفي الذي يجب أن يمر بسلسلة مهنية طويلة حتى ينال ثقة الجريدة ليصبح فيما بعد مراسلاً معتمداً يعمل فيها ، كان يحتاج إلى ثقافة ولغة رفيعة تؤهله إلى الدخول من باب الصحيفة والوقوف بباب رئيس التحرير فقط ، وإلى أن تحصل على تحقيقك الأول الذي سيجعل أسمك ينقش على الصفحة العشرين أو ما بعد العشرين دون أن تفكر حتى في الصفحات الأولى، نحتاج إلى مشوار طويل جداً إلى غرف التحرير .

النتيجة : الطريق إلى الصفحة العشرين طويلاً جداً .. فكلية الإعلام أو كلية العلوم السياسية أو قسم الآداب ليس كافياً وحده لإدخالك عالم الصحافة أبداً .
أما اليوم فالجانب المهني بات يتعلق بنقل الصورة فقط دون أي جانب مهني، المحرر وحده يقرر ويكتب ويصيغ الخبر ، لم يعد الخبر أو التقرير وسيلة للتأثير تُصاغ بلسان الصحفي نفسه ، بل صار المراسل أداة لنقل الخبر الذي صار هو الآخر يعامل معاملة المعلومة الخام لا غير .. الأمر الذي يضع مكانة الصحافي في وضع الزعزعة .. بينما ربط أسم الصحافي بلقب المثقف سابقاً ، صار أسمه مقروناً بالكاميرا التي يحملها إلى جانبه أينما ذهب . ولا نستغرب أبدا أن قال له أحدهم " صورلي عيد ميلاد أبني " وهو في أوج تحقيق ما يعده بشغف .

حالة مسخ :
يجب الاعتراف بأن رغم إيجابيات إعلام الانترنت الكثيرة ، فقد أصاب الضرر صميم الصحافة وبالذات مكانة الصحافي .. التي صارت تتأرجح بين الثقافة "والسقافة" وبين الصحافة " والسخافة، بين ما كان عليه في الماضي وما صار عليه في المستقبل، بين حقيقة مهنة البحث عن الحقيقة وبين مشكلة البحث عن المشاكل، بين فضح المستور وفضح المفضوح .
بين أن تكون الصحافة فن وإبداع أو أن تكون عملاً وإشباع ..
دخلاء هذا العالم كثر ، ومحسوبيتهم كبيرة ولربما أيضاً أن المنافسة بين المواقع جعلت من استباحة عرض "الصحافة" أمرا جائزاً .
فالمحرر أو صاحب الموقع ولا يصح هنا أن نقول صحيفة الكترونية كون الموقع أصبح يعامل معاملة الحانوت الذي يتصرف وفقاً لأهواء المستهلك ومتطلباته ، وإن لم تفعل ذلك فإنك تهدد إمكانية ربحك في المستقبل
لهذا يجب أن نقرر أولاً وقبل أن نؤسس أي وسيلة إعلام حقيقية : هل نريدها صحافة أم دكان لبيع المعلومات فقط .