المسرح العمالي: مساحة للفكر والفن وعرض هموم الناس
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المسرح العمالي: مساحة للفكر والفن وعرض هموم الناس
أقام
الاتحاد العام لنقابات العمال مهرجان المسرح العمالي المركزي العشرين، على
مسرح الاتحاد العام لنقابات العمال من 6 /12ولغاية 17/12/2009.
يُعتبر
المسرح العمالي جزءاً هاماً من المسرح السوري و المسرح العربي. ولقد عرفه
د. ابراهيم حمادة في معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية بأنه : "النشاط
المسرحي المعبّر ـ أساساًـ عن مشاكل الطبقة العاملة في المجتمعات
الرأسمالية. و إذا كانت موضوعات هذا المسرح تتعلق عادةً بأحوال تلك
الطبقة، فإن مشاهديه ولاعبيه وفنّييه غالباً ما يكونون من العمال وأعضاء
الاتحادات العمالية، وليس هذا المسرح احترافياً . "
وعلينا ألّا نقرأ
هذا التعريف بقصور فكري، ونعتبر أن المسرح العمالي يقدم مشاكل العمال فقط،
ونغفل عن المساهمات الكبيرة التي قدمها على طول مسيرته. ولقد قدم بلبل
توضيحاً عن المسرح العمالي في أحد حواراته الصحفية السابقة فقال :" إن
المسرح العمالي يحتوي ويضم كل التراث المسرحي الإنساني القديم والحديث،
العربي والأجنبي، شريطة أن تقدمه من وجهة نظر الطبقة العاملة . أي أن
ينصبّ العرض المسرحي في الانتصار لها . وإن جمهور المسرح العمالي ليس من
العمال وحدهم، بل هو الجمهور بشكل عام شريطة أن يخرج هذا الجمهور بفكرة
مؤدّاها حتمية انتصار الطبقة العاملة، مع ملاحظة أن المسرح العمالي يجب أن
يرصد المتغيرات الاجتماعية، وأن يتعامل معها سواء على صعيد الطروحات
الفكرية أم على صعيد الوسائل الفنية . "
وهذا الفهم لدور المسرح
العمالي نابع من التصاق تجربة بلبل المسرحية بفرقة عمال حمص. وتجمعه مع
هذه الفرقة عشرة عمر وتاريخ عطاء لا يزال مستمراً حتى اليوم. فلقد كان
بلبل من مؤسسي المسرح العمالي عام /1973/وهو مدير فرقة المسرح العمالي
بحمص التي حققت نجاحاً متميزاً في عشرات العروض التي قدمتها. ويعزو بلبل
هذا النجاح إلى وضوح الهدف، والانضباط المقرون بالديمقراطية، والروح
الجماعية التي يتحلّى بها أعضاء الفرقة. وكان لعروض المسرح العمالي أثر
فاعل في الجمهور، واستنهاض همته للتغيير و الثورة على الظلم والقهر
والتخلف. وجدير بالذكر أن فرقة المسرح العمالي في حمص ـ على خلاف الفرق
المسرحية العمالية السورية ـ لاتزال متشبثة بمفاهيم و أهداف المسرح
العمالي. واستطاعت أن تطور أدواتها الفنية و التقنية بما ينسجم مع التطور
المسرحي، دون أن تنجرف وراء الشكلانية التي أصبحت طاغية في المسرح العربي
والسوري .
إن المسرح العمالي وجد ليعرض هموم الناس، ومشكلاتهم،
ويناقش قضاياهم، ويدفعهم إلى التفكير،و يؤرقهم ويحثّهم على الثورة
والتغيير نحو الأفضل .
وبلبل على طول مسيرة المسرح العمالي في حمص
كان سراً من أسرار تميز هذا المسرح ونجاحه. فلقد قدمت الفرقة منذ تأسيسها
حتى الآن /40/ عملاً مسرحياً أكثرها من إخراجه و بعضها من تأليفه ومنها: (
الممثلون يتراشقون الحجارة ـ العشاق لا يفشلون ـ القرى تصعد إلى القمر ـ
لا ترهب حدّ السيف ـ الجدار ـ الغيمة السوداء ) .
وكتب بلبل في النقد
المسرحي عدداً من الدراسات والأبحاث و المقالات . وأصدر عدداً من الكتب
منها : المسرح العربي المعاصر في مواجهة الحياة ـ مراجعات في المسرح
العربي ـ المسرح السوري في مئة عام /1847ـ1946/ ـ المسرح التجريبي الحديث
عالمياً وعربياً ـ أصول الإلقاء و الإلقاء المسرحي ـ النص المسرحي :
الكلمة والفعل ـ من التقليد إلى التجديد في الأدب المسرحي السوري ـ أحزان
الشعر العربي الحديث بين حزيران 1967 وتشرين 1973.
عمل بلبل مدرساً
لمادة الإلقاء المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، ولا
يزال. كما شارك في لجان تحكيم في عدد من المهرجانات المسرحية السورية
والعربية. وتقديراً لهذه المسيرة الحافلة بالعطاء والإخلاص للمسرح، كرّم
الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية فرحان بلبل ضمن المهرجان المسرحي
العمالي الحالي. وعرضت فيه مسرحية ( الصبر المتحرق ) مع فرقة مسرح عمال
حمص، تأليف : أنطونيو سكارميتا.
وأخيراً لابد من الاعتراف بأهمية
المسرح العمالي المعبّر عن قضايا الجماهير الكادحة، والطارد لكل أنواع
الاستغلال، والمدافع عن حق الإنسان في الحياة الكريمة . إنه صرخة الضمير
الحي في وادٍ يعجّ بالأخطاء، ومحاولة لدفعنا إلى تصحيح هذه الأخطاء .
الاتحاد العام لنقابات العمال مهرجان المسرح العمالي المركزي العشرين، على
مسرح الاتحاد العام لنقابات العمال من 6 /12ولغاية 17/12/2009.
يُعتبر
المسرح العمالي جزءاً هاماً من المسرح السوري و المسرح العربي. ولقد عرفه
د. ابراهيم حمادة في معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية بأنه : "النشاط
المسرحي المعبّر ـ أساساًـ عن مشاكل الطبقة العاملة في المجتمعات
الرأسمالية. و إذا كانت موضوعات هذا المسرح تتعلق عادةً بأحوال تلك
الطبقة، فإن مشاهديه ولاعبيه وفنّييه غالباً ما يكونون من العمال وأعضاء
الاتحادات العمالية، وليس هذا المسرح احترافياً . "
وعلينا ألّا نقرأ
هذا التعريف بقصور فكري، ونعتبر أن المسرح العمالي يقدم مشاكل العمال فقط،
ونغفل عن المساهمات الكبيرة التي قدمها على طول مسيرته. ولقد قدم بلبل
توضيحاً عن المسرح العمالي في أحد حواراته الصحفية السابقة فقال :" إن
المسرح العمالي يحتوي ويضم كل التراث المسرحي الإنساني القديم والحديث،
العربي والأجنبي، شريطة أن تقدمه من وجهة نظر الطبقة العاملة . أي أن
ينصبّ العرض المسرحي في الانتصار لها . وإن جمهور المسرح العمالي ليس من
العمال وحدهم، بل هو الجمهور بشكل عام شريطة أن يخرج هذا الجمهور بفكرة
مؤدّاها حتمية انتصار الطبقة العاملة، مع ملاحظة أن المسرح العمالي يجب أن
يرصد المتغيرات الاجتماعية، وأن يتعامل معها سواء على صعيد الطروحات
الفكرية أم على صعيد الوسائل الفنية . "
وهذا الفهم لدور المسرح
العمالي نابع من التصاق تجربة بلبل المسرحية بفرقة عمال حمص. وتجمعه مع
هذه الفرقة عشرة عمر وتاريخ عطاء لا يزال مستمراً حتى اليوم. فلقد كان
بلبل من مؤسسي المسرح العمالي عام /1973/وهو مدير فرقة المسرح العمالي
بحمص التي حققت نجاحاً متميزاً في عشرات العروض التي قدمتها. ويعزو بلبل
هذا النجاح إلى وضوح الهدف، والانضباط المقرون بالديمقراطية، والروح
الجماعية التي يتحلّى بها أعضاء الفرقة. وكان لعروض المسرح العمالي أثر
فاعل في الجمهور، واستنهاض همته للتغيير و الثورة على الظلم والقهر
والتخلف. وجدير بالذكر أن فرقة المسرح العمالي في حمص ـ على خلاف الفرق
المسرحية العمالية السورية ـ لاتزال متشبثة بمفاهيم و أهداف المسرح
العمالي. واستطاعت أن تطور أدواتها الفنية و التقنية بما ينسجم مع التطور
المسرحي، دون أن تنجرف وراء الشكلانية التي أصبحت طاغية في المسرح العربي
والسوري .
إن المسرح العمالي وجد ليعرض هموم الناس، ومشكلاتهم،
ويناقش قضاياهم، ويدفعهم إلى التفكير،و يؤرقهم ويحثّهم على الثورة
والتغيير نحو الأفضل .
وبلبل على طول مسيرة المسرح العمالي في حمص
كان سراً من أسرار تميز هذا المسرح ونجاحه. فلقد قدمت الفرقة منذ تأسيسها
حتى الآن /40/ عملاً مسرحياً أكثرها من إخراجه و بعضها من تأليفه ومنها: (
الممثلون يتراشقون الحجارة ـ العشاق لا يفشلون ـ القرى تصعد إلى القمر ـ
لا ترهب حدّ السيف ـ الجدار ـ الغيمة السوداء ) .
وكتب بلبل في النقد
المسرحي عدداً من الدراسات والأبحاث و المقالات . وأصدر عدداً من الكتب
منها : المسرح العربي المعاصر في مواجهة الحياة ـ مراجعات في المسرح
العربي ـ المسرح السوري في مئة عام /1847ـ1946/ ـ المسرح التجريبي الحديث
عالمياً وعربياً ـ أصول الإلقاء و الإلقاء المسرحي ـ النص المسرحي :
الكلمة والفعل ـ من التقليد إلى التجديد في الأدب المسرحي السوري ـ أحزان
الشعر العربي الحديث بين حزيران 1967 وتشرين 1973.
عمل بلبل مدرساً
لمادة الإلقاء المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، ولا
يزال. كما شارك في لجان تحكيم في عدد من المهرجانات المسرحية السورية
والعربية. وتقديراً لهذه المسيرة الحافلة بالعطاء والإخلاص للمسرح، كرّم
الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية فرحان بلبل ضمن المهرجان المسرحي
العمالي الحالي. وعرضت فيه مسرحية ( الصبر المتحرق ) مع فرقة مسرح عمال
حمص، تأليف : أنطونيو سكارميتا.
وأخيراً لابد من الاعتراف بأهمية
المسرح العمالي المعبّر عن قضايا الجماهير الكادحة، والطارد لكل أنواع
الاستغلال، والمدافع عن حق الإنسان في الحياة الكريمة . إنه صرخة الضمير
الحي في وادٍ يعجّ بالأخطاء، ومحاولة لدفعنا إلى تصحيح هذه الأخطاء .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى