العلاقة السامية ..

[bertelin]

بسم الله الرحمن الرحيم

العلاقـــــــة الساميــــــة..

شرعتُ في إعداد هذا الموضوع لِمَ آلت له النفس من ألم في دمار بعض العلاقات الزوجية
وكل ما سوف اذكره هنا هو نابع من تجربة واقعية في مجتمعاتنا
لماذا حلل الله لنا الزواج وحرّم علينا الزنا ؟
ما هي الحكمة من مشروعية الزواج ؟
ما هو دورنا في هذا الشهر الفضيل تجاه العلاقات الزوجية ؟
وما وقع هذا الشهر علينا ؟


الزواج تلك العلاقة السامية التي شرعها الله عز وجل لبناء هذا الكون واستمراريته...ووضع له دستور يتماشى مع مشاعر الانسان واحاسيسه وحاجاته الدنيوية والنفسية والعاطفية.
قال تعالى في كتابه العزيز:
((وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))
الروم 21
صدق الله العظيم



فلو تمعّنا جيدآ في خلق الانسان لوجدنا أن الله سبحانه وتعالى قد خلق آدم ومن ضلعه قد خُلقت حواء .. فهما نفس واحدة خلقهم الله تعالى لعمارة الارض وبناءها،
إن الزواج إخواني أخواتي الاعزاء... إنما هو نعمة خلقت للانسان ليمارس فيها حقوق إنسانيته على الوجه الامثل .
فالزواج .. هو عفة وصون للجوارح ...

ونجد أن للزواج أهداف كثيرة..
اولها:
استمرار النوع الانساني وبقاءه
قال سبحانه وتعالى ((أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ))
البقرة 187
صدق الله العظيم


ثانيآ: إمتاع النفس جسديآ ونفسيآ...حيث قال سبحانه وتعالى

((وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))
الروم 21
صدق الله العظيم

وهذه النقطة تعني أن الله عز وجل خلق المرأة لتكون له سكنآ لنفسه وجسمه.. لا يمكن أن يكون أحد الزوجين سكنآ ولباسآ للآخر .. ويكون الآخر صحراء قافرة لا تقي من حر ولا برد.. بل كل طرف مسؤول عن توفير الاجواء الحاضنة والمريحة للاخر،،
إنها حياة متكاملة ليُنشِؤوا جيل صالح خالي من الانكسارات والعقد،،


إن اسلامنا قد كرّم المرأة خير تكريم ولقد منحها حقها كاملآ،
وان تصرفات الرجال مهما كانت ليست حُجة على ديننا بل اسلامنا هو حجة عليهم..

فلو تمعنا فيما شرعه الله للانسان لوجدنا ان دستور الله يضمن الراحة النفسية والجسدية للانسان ..خَلقَنا بالفِطرة إثنان يكمّل كلٌ منهما الاخر
خلقنا لنتكامل في هذا الكون لننشئ اسرة تغمرها الالفة والحب


ولو نظرنا حولنا الى المشاكل التي تصادفنا في حياتنا من شلل في الحياة الاسرية سواء كان سببها الرجل او المرأة...
وخضنا في هذه الاسباب
فإننا سنجد أن هناك خلل ما قد طرأ على هذه العلاقة السامية..


ما رأيكم اعزائي في رجل هجر زوجته بالفراش لمدة (خمسة عشر عامآ)
بسبب كلمة أو انتقاد للزوج عند المعاشرة الجنسية ؟؟
اين تلك الاخلاق السامية التي خلقنا لنعيش من خلالها زواجآ سعيدآ ؟؟
أين تلك المودة والرحمة التي خلقها الرحمن لتؤلف بين قلوب الازواج ؟؟
أين تلك الانسانية التي تشعرنا بحقوقنا وواجباتنا تجاه الطرف الاخر؟؟
اين محل دستور الله عز وجل في مثل هذه العلاقة؟؟



اعزائي :
كم نسمع ونرى خيانات تُمارَس من طرف أو من الطرف المقابل!
كم من الجفاء والقساوة تزرع وتمارس في كثير من العائلات والاسر!
اين فطرة الخير التي خلقها الباريء فينا ؟

نحن نقول دائمآ ان الانسان يخلق بفطرته طيب ومحب للخير ..
ما الذي حوّل هذه الطيبة الى تنافر وتضاد في المشاعر والاحاسيس؟!
ما الذي جعلنا نتخبط في الظلام؟
ما الذي اوصلنا الى حافة الهاوية او بالاحرى الى السقوط بالهاويه ؟

تساؤلات كثيرة تبعث بالنفس الحزن والالم على علاقة انسانية خلقت لتريح الطرفين.. وجدت لخلق مجتمع مليء بالسعادة والتكامل والتفاهم..
لِمَ الانسان بطبيعة الحال سواء رجل او امرأة تسيطر عليه انانيته فيحب نفسه حبآ جما ولا يكون غرضه في حياته سوى إسعاد نفسه؟!!

اين موقع الزوج او الزوجة من الاعراب في هذه السعادة؟
لماذا قامـ/ت بإلغاء شريكه الذي حثنا عليه كلام الله عز وجل؟!!

اخواني
الخوض في هذا الموضوع شائك جدا لان الشيطان يدخل في كل علاقة يشوبها خلل او اضطراب .. فنجد الرجل يحس ببرود وبضعف الرغبة الجنسية تجاه زوجته مما يولد عنده روتين وملل يخيم على علاقتهما ومع مرور الايام يبدأ بالبحث عن امرأة اخرى او هي تقوم بالبحث عن رجل آخر
فيُهئ الشيطان للانسان ان الحرام اكثر جمالآ وروعة .. فيهيم كلٌ منهما على وجهه
كلٌ وراء نزواته وشهواته،،
فتتخبط العقليات وتنحدر النفسيات وتفقد انسانيتها جارية وراء مفهوم السعادة المظلمة!!



لذلك وبهذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والغفران شهر العتق من النيران.....

اوجّه ندائي الى كل رجل شرقي مسلم
تحمل ثنايا نفسه الشرف والعفة والولاء والشعور بالمسؤولية تجاه زوجة فتحت عينيها على شريك ليكون امينآ على مشاعرها وعواطفها وجوارحها
ليكون لها ابا واخا وزوجا وعشيقا وحبيبا،،
ايها الرجل
في هذا الشهر الفضيل شهر الغفران
هذه فرصتك اغتنمها كثف عبادتك واطلب من المولى عز وجل ان يسترك فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض
فأنت مسؤول وكلٌ مسؤول عن رعيته .. لم تخلق قوّامآ هباءآ
لقد ميزك الرحمن بالقِوامة لما عليك من واجبات وما للمراة عليك من حقوق فاوفها حقها حتى تنال رضا الرحمن،،؛

وانتِ اختي المسلمة انتهزي هذه الفرصة بحلول شهر الخير وكثفي عبادتك وارفعي يديك الى السماء طالبةً العفو والمغفرة لما قمتِ به من تقصير وبما اقترفت نفسك من ذنوب..؛

علّ هذا الشهر يطهّر النفوس ويجلي الشيطان مكانآ اخرآ يناسبه،،
يتخبط بحائط الايمان وتلسعه حروف الذكر و القرآن،،

قال عز وجل:
((رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ))
الاعراف 23
صدق الله العظيم



والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وعلى آله وصحبه اجمعين

[kemofo616]

[سمونة]

8)