الحب يصنع ؟؟

[bertelin]

من أقسام المحبة لله سبحانه وتعالى:


حب شريعته ودينه والأنبياء والرسل والصالحين،لأن في ذلك صلاح الإنسان وطمأنينة نفسه،والإسلام إذا خالطت بشاشته القلوب فإنه يشيع فيها الطمأنينة والثبات والاتزان ويقيها من القلب والخوف والاضطرابات قال تعالى"يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة" فهدي الله سبحانه وتعالى هو الذي يقود البشرية إلى الخير والسلام والأمان،قال سبحانه : " فمن اتبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون" أما من يعرض عن شريعة الله فليبشر بالمعيشة الضنك والحياة المتعبة والأنفاس اللاهثة .


فالقلب الأناني يستحق العذاب الذي يعانيه بما يحمل من حسد وحقد على الآخرين،ولذلك قال بعض حكماء العرب:الحسد يفعل في الحاسد أكثر من فعله في المحسود،فالحاسد إذا رأى نعمة لغيره بهت،وإذا رأي عثرة شمت،والحاسد دائما مهموم مغموم لأنه يأخذ بنصيبه من هموم الدنيا ويضيف إلى ذلك غمة بسرور الناس،فتطلع الإنسان إلى ما في يد غيره،وتتطلعه إلى أهداف فوق قدرته المادية الجسدية واستعداداته الفطرية إلى ما في يد غيره،يجعله دائم الضيق والألم،وقد يدفعه هذا إلى الانحراف،وقد عالج القرآن هذه القضية بقوله سبحانه:"ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض من الحب في الله كذلك حب الإخوان:فالمسلمين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد،إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.


ولأن الإسلام دين واقعي يراعي الفطرة البشرية وتطلعاتها وأمالها وطموحاتها،فقد رفع لافتة عامة جامعة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "،فالمحبة في الله من درجات الإيمان العليا،وهذا المفهوم هو الذي كان مصدر سعادة للصحابة فعن أنس بن مالك ر أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم

عن الساعة،فقال:متى الساعة: قال:"وما أعددت لها:قال:لا شيء،إلا أني أحب الله ورسوله،فقال:أنت مع من أحببت "،فما فرح الصحابة ر قدر فرحهم بمقولة النبي صلى الله عليه وسلم

هذه،فالحب بين الناس يصنع الكثير ويذلل الكثير من العقبات والمشاكل،فبالحب تتغير المواقف التي تصدر من الآخرين إلى الأحسن،كما يختلف منظار الآخرين في الحكم عليها

علامة المحبة، كمال الأنس بمناجاة المحبوب، وكمال التنعيم بالخلوة، وكمال الاستيحاش من كل ما ينقض عليه الخلوة.
ومتى غلب الحب والأنس صارت الخلوة والمناجاة قرة عين تدفع جميع الهموم، بل يستغرق الحب والأنس قلبه، حتى لا يفهم أمور الدنيا، ما لم تتكرر على سمعه مرارًا، مثل العاشق الولهان

إن كنت تزعـم حبي ** فلم هجرت كتابــي
أما تدبرت مـا فيــ ** ـه من لطيف عتابي

[" عبير الورد "]